الخميس، 27 يوليو 2006

موطن الأمازيغ


الأرض تمازغا tamazgha

اعتاد الأمازيغ أن يطلقوا على وطنهم الأصلي تمازغا أي بلاد الأمازيغ التي تمتد عرضا من غرب مصر (واحة سيوه) إلى جزر الكناري الكائنة في المحيط الأطلسي وطولا من حدود جنوب البحر الأبيض المتوسط إلى أعماق الصحراء الإفريقية الكبرى حيث دول مالي والنيجر وبوركينافاسو
وتبرز في مجال البحث حول الأصول التاريخية للأمازيغ اتجاهات عديدة

الأصل الأوروبي أولها أولئك الذين تأثروا باتجاهات المدارس الغربية ويرون أن أصل الأمازيغ إنما يتأصل في أوروبا إذ ثمة معطيات لغوية وبشرية تشير إلى أن الإنسان الأمازيغي له صلة بالجنس الوندالي المنحدر من ألمانيا حاليا وسبق له أن استعمر شمال أفريقيا ويستند هذا الطرح إلى وجود تماثلات لغوية بين الأمازيغية ولغة الوندال الجرمانية وإلى التشابه الذي يوجد بين بعض ملامح البربر والأوروبيين مثل لون العيون والشعر من جهة أخرى وذهب البعض إلى أنهم من نسل الغاليين gaulois أو الجرمان الذين أتوا مع الفيالق الرومانية أو الوندال وهو أمر لا يمكن التسليم به لكون هذا النمط من البربر عاش في تلك المناطق قبل الوجود الروماني ومن ناحية أخرى لا يمكن التسليم داخل نفس الأسرة العرقية بذلك للاختلافات الحاصلة من باب التمثيل فقط بين بربر إقليمي القبائل وجبال الأوراسبين من قامتهم متوسطة أو قصيرة وبينهم عدد كبير من الشقر وبين أهل "مزاب" مثلا ذوي الشعور والعيون السود أو بينهم وبين الطوارق

الأصل العربي ويذهب اتجاه آخر إلى ربط سكان هذه المنطقة بالمشرق وجزيرة العرب حيث إنهم نزحوا من هناك إلى شمال أفريقيا نتيجة لحروب أو تقلبات مناخية وغيرهاونقض ابن خلدون الآراء التي تقول إن البربر ينتمون إلى أصول عربية تمتد إلى اليمن أو القائلة إنهم من عرب اليمن خصوصا قبائل بربرية مثل هوارة وصنهاجة وكتامة أكثر القبائل الأمازيغية ادعاء للعروبة وينفي ابن خلدون نسبة البربر إلى العرب عبر اعتبارهم كنعانيين من ولد كنعان بن حام بن نوح فالكنعانيون ليسوا عربا وليسوا من أبناء سام ويرفض كثير من المعاصرين نسب البربر إلى العرب ويؤكدون أن العرق الأمازيغي أحد الأعراق القديمة وأنه سابق للوجود العربي الأصل المحلي ويميل اتجاه آخر إلى بناء وجهة نظره على بعض الاكتشافات الأركيولوجية والأنثربولوجية إذ يفترض أنه تم العثور على أول إنسان في التاريخ في بعض مناطق أفريقيا (مثل كينيا وبتسوانا) وبالتالي فالإنسان الأمازيغي لم يهاجر إلى شمال أفريقيا من منطقة ما ولكنه وجد فيها منذ البداية والإنسان الذي عثر عليه يترجح أن يكون من السكان القدامى وذلك استنادا إلى دراسات تفيد بأن أقدم الشعوب فوق الأرض 32 شعبا منها الأمازيغ ولا وجود للعرب آنذاك ويميل اتجاه آخر إلى القول باقتران ظهور اللغة الأمازيغية مع ظهور الإنسان القفصي (نسبة إلى قفصة بتونس) في الفترة بين عامي 9000 و6000 قبل الميلاد وربما هجر الأمازيغ منبت الشعوب الأفرواسية (في إثيوبيا وما جاورها) إلى شمال أفريقيا بعد أن دخلت المنطقة الأصل في موجة من التصحر وتطورت اللغة الأفرواسية مع الوقت إلى أمازيغية في شمال أفريقيافي دراسة للباحث الفرنسي (Dr Ely Le Blanc) كشف أنه من خلال تنوع النمط العرقي يمكن القول إن شعب الأمازيغ قد تألف من عناصر غير متجانسة انضم بعضها إلى بعض في أزمنة تاريخية مختلفة وتفاوتت درجة تمازجها لكن يبدو من الصعب تحديد الفرع الذي ينتسبون إليه ومن أين أتوا ولا يمكن تقرير شيء مؤكد فيما يتعلق بالأصول الأجناسية واللسانية للأمازيغ ويجب الاكتفاء بالقول إن البربر أو الأمازيغ اسم يطلق على أقدم السكان المعروفين عند بداية الأزمنة التاريخية في الشمال الأفريقي وكانت لهم علاقات بالفراعنة المصريين أحيانا سلمية وأحيانا حربيةوهم نفسهم الذين وجدهم الفينيقيون واليونان الذين استقروا في برقة والقرطاجيون والرومانواللغة التي كانوا يتكلمونها لا تزال هي اللغة التي يتكلم بها عدد من القبائل الأمازيغية اليوموضمن كل هذه الاتجاهات يسعى الأمازيغ إلى التأكيد على استقلالية لغتهم وأصولهم التاريخية باعتبارها رموزا للهوية الأمازيغية

السبت، 22 يوليو 2006

اسم الأمازيغ


التسمية

amazigh أمازيغ كلمة أمازيغ مفرد تجمع على إيمازيغن imazighn ومؤنثه تمازغيت tamazight وجمع المؤنث تمازغيين timazighyin ويعني هذا اللفظ في اللغة الأمازغية معنى الإنسان الحر النبيل أو ابن البلد وصاحب الأرض وتعني صيغة الفعل منه غزا أو أغار ويجعلها بعضهم نسبة لأبيهم الأول مازيغ mazigh

أما تسمية البربر فأصل الكلمة إغريقي صرف حيث سمى اليونانيون القدامى كل من لا يتكلم بالإغريقية (بارباروس barbaros) ثم استعار الرومان نفس المصطلح فأطلقوه على الأجانب وبالتحديد الخارجين عن طاعة الإمبراطورية الرومانية والنابذين لأفكارها الاستبدادية والرافضين لنفوذها العسكريوبما أن الأمازيغ كما يشهد تاريخهم القديم تمردوا على الحكم الروماني العاتي ورفضوا تمام الرفض وبكل الوسائل المادية والمعنوية سيادته فقد نعتوا من من قبله ب(بارباري barbari)


أشار المؤرخ شارل أندري جوليان في كتابه تاريخ أفريقيا الشمالية إلى أن البربر لم يطلقوا على أنفسهم هذا الإسم بل أخذوه من دون أن يروموا استعماله عن الرومان الذين كانوا يعتبرونهم أجانب عن حضارتهم وينعتونهم بالهمج ومنه استعمل العرب كلمة برابر و برابرة و الفرنسيين يسمونهم بربر بكسر الباء berber

وردت كلمة "مازيغ" في نقوش المصريين القدماء وعند كتاب اليونان والرومان وغيرهم من الشعوب القديمة التي عاصرت الأمازغيين وتختلف اللهجات ذات الأصول الأمازغية في نطق هذا اللفظ فهو عند طوارق مالي أيموهاغ طوارق منحنى نهر النيجر الغربي إيموشاغ أما في أغاديس بالنيجر فينطقونه إيماجيغن والمقصود بجميع هذه التسميات هو أمازيغ