الأربعاء، 29 أكتوبر 2008

مرور 43 عاما على عملية اختطاف واغتيال



29 أكتوبر 2008
مرور 43 عاما على عملية اختطاف واغتيال المهدي بن بركة في باريس

يوم الجمعة 29 أكتوبر 1965القضية مازالت مثيرة للجدل إلى يومنا هذا من خلال الروايات والشهادات وانعكاسات مسار المغرب السياسي لقد منح بن بركة كل ما يملك لهذا الشعب كان بن بركة شعلة من النضال


لماذا اغتيل بن بركة أواخر أكتوبر 1965؟

كلنا أمل أن تقال الحقيقة ليس فقط في ما وقع للمهدي بن بركة

بل لكل أولئك الذين لا يملكون في هذا الوطن قبرا

الخميس، 23 أكتوبر 2008

الزعيم

المساء بردائه الأسود جد بارد تحلق شباب المدينة حول نار موقدة في بعض الحطب الذي لايدري أي واحد منهم من أي جهة حملته الأمواج، يدخنون الحشيش .. يحتسون الروج يقهقهون يتلاومون كعادتهم حين يفكرون بقتل الزمن الرتيب بأقصى الوسائل سموما، وحده رفيق حاول غير مرة تحويل القهقهات إلى الحديث عن الزعيم لكن كلامه غالبا ما يصطدم بلغطهم فيعود إلى صمته، هذه المرة وجد الفرصة سانحة حين شغلتهم النار التي بدأت تخبو عن الدفء و البهجة: النار ستنطفئ لكن نار الزعيم ستستمر في التهام القلوب و الفدادين و الأرواح مادمتم منشغلون بأمور تافهة
كلهم سكتوا إنهم جبناء يخافون الزعيم أكثر مما يخافون الحرب، داسوا النار بنعالهم لعنوا الحشيش لعنوا الروج لعنوا النار و حتى الساعة التي جمعتهم برفيق وذهبوا، بعينين اتسع فيهما السؤال بقي رفيق وحده يشيع بعض الوميض في بقايا الرماد الرملي و يشيع خطاهم حتى غابوا في تلابيب الظلمة و عتمة الحي الهامشي .
( الزعيم ) هكذا سماه أهل المدينة كان يجمعهم في بيته المهترئ على زاوية زقاق مظلم لا يصلح إلا للأزبال لتدبر أمر المدينة لمواجهة المستعمر و و التي غالبا كانت مشاريع وهمية فاشلة، وحده جليل كان يعرف أن الزعيم وراء الفشل.، / الله ء رحمك آسي جليل/ لا أحد يعرف سر موتك كل ما يعرفه أهل المدينة هو أن أمواج البحر ابتلعتك و حين امتص الحوت دماءك لفظتك الأمواج إلى الصخور الحادة ، ما زلت أذكر الزعيم قال ببرود: / مافيها شك لالا عيشة البحرية عرضات عليه لشي قصارة / .
لا أدري كيف اتسع صدر الزعيم لإخفاء كراهيته لك طوال هذه المدة منذ ليلة موغلة في ذاكرة المدينة لكن من عادة الزعيم ألا ينسى كيف ينسى أنك رأيته يستتر بالظلام و بحوزته أوراق تبين لك أنها مهمة سرية من خلال ضحكة ماكرة ارتسمت فجأة على محيا الزعيم، جثا على ركبتيه و نظر إلى نقطة ما بعيدة في الأفق البحري :/زمان حاربنا الفرنسيس بكل ما ملكناه من قوة ؤ عزيمة ؤ ها حنايا اليوم قربنا لنهاية ؤ كاملين مقموعين ؤ ما عدنا حق/ وحده الزعيم من زقاق متسخ إلى قصر لا تحرزه الرؤيا و لا يحصره مكان مقابل شرف المدينة و دماء شبابها.
لا يشبهك يا مدينتي سوى صقيع ( العاذر و تزمامارت )، كل ما فيها بارد إلا صوت أنين السياط و عنف الزعيم و قد كان يشبه الفرنسي تماما ما زال طنين الفؤوس يطن في رأسي حين يكلفنا الزعيم بحفر خنادق انتحارية فننفذ في صمت أو نموت في ذالك الخلاء القصي و كثيرا ما كانت أصواتنا تفضح فنلقي أنفسنا مطوقين بوابل من رصاص الشتائم و قذائف العصا و السوط لاتخمد إلا بعد أن تنهي أعمار الكثيرين من الشباب، هي الأرواح نفسها تسافر عبر الأجساد من الفرنسي إلى الغريب إلى الزعيم إلى نهاية العالم؟؟؟
// منذ ليلة أمس و الزعيم لم يأت بعد// .. كانت الزريبة عفنة تخنقها أنفاس الموتى الأحياء و مظلمة.. وحدها خيوط الضوء الكوني تتسلل عبر القضبان الحديدية في نافذة لا تصلها العصافير المملوكة لتضيء وجوها تميل شبها إلى وجوه البشر و تبدو شرسة كوجه الغريب ساعات أخرى مرت و الزعيم ربما يدبر شيئا ما، فالمعروف عن الزعيم أنه لا يتسرع هم وحدهم يصيرون أخف من البرق و قبل أن يتكلم، طرق خطى يدنو من الباب ترتجف القلوب كعادتها حين يحضر الزعيم، ينفتح السياج المكهرب ينكشف شبح بلا ملامح و يبدو من شكله و هو يتقدم أنه يحمل وجها قبيحا، يومئ الزعيم الى الوجوه الشرسة و يقترب من رفيق و هو يشير بيده بتلك
الإشارة المعهودة: - احملوا هذا القذر إلى الجحيم

الأحد، 19 أكتوبر 2008

انتماء

الروح تنتمي
إلى فصيلة ما
تبحث عن جسد
يعانق المطر
ليرش ما تبقى
بالشكل الذي تريده
تحيل العمر لهيبا
في رحم الأرض
تعانق الثرى
تتلمس الضوء
تتدرب على الكلام
تصطدم بالصخب
تهرب تحت الظلال
و ترحل
الروح ورقة
ناعمة جدا
في آثر الغائبين
تراوغ القصائد
تحاكي نبضاتها
في صمت
تقلد غواية البحر
على خارطة أرض
لا تموت

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2008

السياسة العربية و الفشل الحكومي

السبب الرئيسي وراء فشل الحكومات العربية في تدبير الشأن العام هو أن المضمون السياسي للعمق الاجتماعي بجل دول العالم العربي يظل بلا معنى، إذ لا يمكن لأي حكومة كيفما كان لونها أن تتصدى للمشاكل الاقتصادية و السياسية دون أن تكون لها إستراتيجية سياسية على المستوى القريب و المتوسط والبعيد واعتماد الرؤية الشمولية، و ينبغي توحيد مطلب الفئات الاجتماعية بمضمون سياسي، وارتباطا بالواقع والمجتمع والدولة من خلال سياسة بديلة لتلك السائدة اليومفمن خلال التحولات السياسية و التغيرات التي طرأت على النظم الحاكمة بدأت الدولة العربية تعيش أزمة عميقة و تتلخص أسبابها في اشتداد مطالب الداخل وعنف الضغوط الخارجية و طبيعة النظم السياسية و الاجتماعية داخل مجتمع قبلي تقليدي، فبعدما هبت رياح العولمة و ثورة الاتصالات خاصة القنوات الفضائية وشبكة الانترنت أصبح لقوى المعارضة في أكثر الدول رجعية قادرة على اجتياز حواجز القهر السياسي والرقابة العنيفة التي تتواصل مع جماهيرها في الداخل والخارج من خلال مواقع الكترونية لها مكانها الثابت على شبكة الانترنت مما من شأنه أن يزعزع قواعد الاستبداد الراسخة، و هنا على الأنظمة العربية الحاكمة أن تستجيب لمطالب الشعوب، من خلال إعادة تنظيم دواليب جديدة للسياسة والحكم، ورسم الخط الاقتصادي الكفيل بتحقيق الحد الأدنى من المطالب الشعبية الغارقة في الفقر و الأمية و البطالة، فعجز الحكومات العربية عن حل مشاكلها الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية لا يعني إلا الفشل، لأسباب متعددة أهمها جمود القيادات العربية و عجزهم عن تقديم المشروع البديل، فالنخب السياسية الحاكمة مهما اختلفت ألوانها ملكية كانت أو جمهورية أو عسكرية لم تدرك بعد أنه من الواجب عليها توسيع دائرة الحكم، بإشراك طاقات شابة جديدة من النخب الوطنية وعدم استئثار أفراد الأسر المالكة أو أعضاء الحزب الحاكم بكل مناصب الدولة و الامتيازات، و حاولت بعض الدول إدخال تعديلات شكلية على نظام الحكم، سواء باستحداث النظم كنظرية التناوب السياسي أو استحداث مجالس تشاورية فإذا فشل التغيير في حل المشكلات التي سببتها سياسة عقود من السنين يتم إقالة الحكومة أو حل المجلس، ويعاد تشكيل الحكومة أو المجلس وفق القواعد التقليدية، فدولنا العربية ما تزال واقفة عند عتبة الديمقراطية ولا تريد تغيير بنية السلطة للنظام و تحرير المجتمع من رقابتها و الأسباب معروفة لا تتعلق بعدم رغبتهم في التغيير، بل السبب الحقيقي هو الاستئثار بالحكم و صنع القرار كما أن نفوذهم السلطوي كان وراء حصولهم على عائدات مالية جد مهمة، جعلتهم يكدسون ثروات ضخمة في بنوك الداخل والخارج دون إغفال الامتيازات التي يتمتعون بها، متناسين أن اشتداد وطأة الفقر وارتفاع معدلات البطالة و الأمية هي قنابل موقوتة قد تعصف بالبلاد و العباد، و هم من يشعل فتيلها، و اليوم لم تعد السياسة و الاقتصاد هو المشكلة أو الحل، فالفكر و الثقافة أصبحوا من ضمن أهم المشاكل فإذا كانت ضغوط الجماهير الشعبية تركز على تفعيل الديمقراطية، و توسيع إطار المشاركة السياسية سيجذب الشباب العربي إلى عالم السياسة ويبعده عن فكر الإرهاب فلا بد من إجراءات سياسية اقتصادية جريئة تنبثق من رؤية إستراتيجية متماسكة تقوم على أساس ترشيد صنع القرار، ووقف عملية نهب المال العام، ومحاربة الرشوة و الفساد و محاكمة رموزه مهما علت مكانتهم في السلم الاجتماعي، وإقناع الشعب بأن للمال العام حرمة يجب أن يحترمها الكل مهما كانت صفته، وأنه مخصص أساسا لتحقيق التنمية الاقتصادية، وليس بترديد شعارات أكل عليها الدهر و شرب، بل ينبغي تقديم البديل الواقعي لسياسة الاقتصاد و المجتمع، من خلال إعادة تشكيل المنظومة المجتمعية و تأهيلها فكريا و اجتماعيا لوضع الإستراتيجية اللازمة لوضعها على طريق التقدم و الازدهار

الخميس، 9 أكتوبر 2008

سأمنحك قيودي

الموت لا ينتهي
الموت امرأة حسناء
تثير فينا الشجن
امرأة ترغب بالمغازلة
الحب يخلع ثوبه
الزمن يرقد في الفجر حين ننتهي
كخنجر يخترق العمر
لا يستطيع عبور هذا المكان
هذا الألم الذي لا يمضي
الواقف كالرعشة في الملكوت
أسوأ بكثير من رغبة لا تشبع
من ظمأ القلب حين ترحلين و أرحل
لا ينبغي أن أوقف سحرك
حين أراك هاربة
شاردة الفكر وقلبك في زمن آخر
يا الاهي
كم هي ثقيلة هذه الروح
تدق صدغي كالساعة
اختنق إن لم تتنفس
البؤس يسود العروق
لذا أقول أحبك موتي
جملة شفافة أضعها حول عنقي
لا تغضبي من قيدي
كمثل الذين يعبرون الجسد ببنادقهم
بعد رحيل السلام
تحت ثقل الدمع
أغلقي الأبواب إن شئت
فأنت أهون من كل الحب
لذا سأتكبد عناء سفرك
لأمنحك قيودي

الجمعة، 3 أكتوبر 2008

هل آتاك حديث رمضان؟

هل أتاك حديث رمضان؟
يوم الثلاثاء 9 سبتمبر شهد كورنيش الدار البيضاء حادثة فريدة من نوعها، أصبحت محط حديث المواطنين و تحظى باهتمام الخاص و العام، و تثير الكثير من التساؤلات خاصة أنها تحمل بعدين متقاربين الأول قانوني و الثاني قضائي؟
بدأت القصة حين كان الشرطي طارق محب يقوم بعمله كمراقب للمرور على كورنيش الدار البيضاء، بحيث أوقف سيارة خرقت قانون المرور و التي لم يكن صاحبها سوى حسن اليعقوبي زوج إحدى الأميرات (إحدى عمات الملك) الذي لم يتردد بإطلاق النار على الشرطي بعد أن رفض الإدلاء بأوراق السيارة.
الرأي العام الوطني يتساءل عن الطريقة التي سيتعامل بها القضاء مع الملف و كيف ستتصرف فيه السلطات العليا بالرباط، و حسب بعض المصادر الكتابة الخاصة للملك نايضة فيها قربالة و سبق لجلالته أن طالب بملف كامل و مفصل عن الحادث و عن حالة الصحية كل من صهره اليعقوبي و الشرطي محب و قد أكدت السلطات المركزية أن الملف سيأخذ مجراه الطبيعي دون تدخل من فوق.
فيما أفادت تعليقات المواطنين على أن السلطة المركزية تحاول إدخال الملف للثّلاجة الذي أصبح مثيرا بسبب وجود اسم قريب من العائلة الملكية و وجود حالة إطلاق النار و ذهب البعض بقوله أن الترتيبات جارية لاحتواء القضية و ضميس الكارطة من خلال التفاوض مع الشرطي المصاب للتنازل عن حقه بمتابعة اليعقوبي قضائيا دون إسقاط تأثير الشواهد الطبية الخاصة بالحالة النفسية للجاني اليعقوبي
القضية برمتها أخذت اتجاهات متعددة و كل اتجاه يؤكد أن هناك خروقات أخرى أكبر من اطلاق الرصاص و استعمال السلاح بغير حق،فهناك كرامة المواطن المغربي و كرامة الدولة المغربية و على رأسها رجل الأمن الذي تمت اهانته أمام مرأى و مسمع الجماهير حين تم وصف الشرطي محب بالبخوش و الذبان ناسيا نفسه أنه يصف الدولة في شخص رجال الأمن مادامت الشرطة هي ممثلة الدولة و حامية دستورها
الشرطي الآن تم نقله من المصحة بالبيضاء إلى مستشفى الشيخ زايد بالرباط تحت حراسة مشددة أما اليعقوبي فحسب المصادر فإنه نزيل مستشفى الرازي للأمراض النفسية بانتظار ما سيسفر عنه تقرير الطب الشرعي و هو ما اعتبره الحقوقيين و الجماهير الشعبية تجاوزا للقانون و عدم المساواة أمامه واستغلال النفود
و ما ننتظره الآن هو أن يتم فتح الملف و على القضاء المغربي أن يثبت استقلاليته و نزاهته ويحاسب اليعقوبي قضائيا احتراما لدولة الحق و القانون و كذالك رد الاعتبار لرجل الأمن المغربي و صيانة كرامة المواطن، و في حالة حصول تسوية بين الشرطي وبين الجاني فإن هناك حق آخر أساسي و هو الحق العام و حق المجتمع فالتعامل الذي أبدته السلطات مع هذا الملف الرمضاني أكد أنه مايزال بالمملكة الشريفة مواطنون فوق القانون، مما يفتح أمامنا عدة تساؤلات على رأسها، لو كان الجاني مواطن عادي هل ستتصرف معه السلطات بنفس الطريقة التي تصرفت بها مع اليعقوبي؟، هل ستنقله إلى الكاشّو أم الى مستشفى الأمراض النفسية؟
الكرة الآن في ملعب وزارة العدل و على مرمى المجلس الأعلى للقضاء و لن نستبق الأحداث لنصدر حكما جاهزا بل سننتظر و نتابع تطورات الملف و اتجاهاته المختلفة لنرى فعلا إن كنا في دولة الحق و القانون تصون للمواطن كرامته و تعاقب الجاني مهما علا شأنه
أم أن دولة الحق و القانون مجرد شعار لا يغني و لا يسمن من جوع