السبت، 29 نوفمبر 2008

الشباب المغربي و السياسة

المواطن المغربي و منذ صغره يتلقى تربية اجتماعية خاصة تعطيه تصورا مخيفا عن السياسة من خلال مجموعة من الآليات و التي نجدها داخل أدبياتنا الشعبية المتمثلة في الإرث الثقافي الذي يعتبر المخزن (السلطة) و ما جاوره وحدهم لهم الحق بممارسة السياسة كما أن اعتماد العنف في علاقة الدولة بالسياسيين عامة و اليساريين خاصة خلال فترة ما يعرف بسنوات الرصاص يجعل من السياسة مجالا مليئا بالحيل والدسائس والمخاطر و من مصلحة المواطن البسيط العادي الابتعاد عنها فالعزوف إذن في حد ذاته هو شكل من أشكال التعبير عن الذات، كنوع من الرفض لهذا الواقع السياسي الذي يعرفه المغرب و رغم أن الدولة ترفع شعار إشراك الشباب في اللعبة السياسية و المشاركة في الانتخابات إلا أن الشباب نفسه قاطع المبادرة الحكومية و قاطع الأحزاب احتجاجا على الفساد المستشري في هياكلها وتآكل خطابها و بلقنة المشهد السياسي و تفريخ الأحزاب عزوف الشباب عن المشاركة السياسية هو نتيجة لواقع تتداخل فيه مجموعة من الأسباب المختلفة و يعود كذالك لطبيعة الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة والتي أصبحت خطبها و سياسة عملها سببا رئيسيا في نفور المواطن من السياسة كما أن حالات القمع و العنف الموجودة في علاقة الدولة بالسياسيين خلال فترة سنوات الجمر والأحزاب هنا أيضا تتحمل المسؤولية الكبرى في بلقنة المشهد السياسي فمقراتها أينما وجدت لا تفتح أبوابها إلا في المناسبات السياسية كالانتخابات إذ لا تتوفر هذه الأحزاب كلها على مشروع مجتمعي واحد ما يؤكد لنا أنها بعيدة كل البعد عن هموم وانشغالات المواطن و يعني أيضا أن الدخول إلى البرلمان ثم إلى الحكومة هو همها الوحيد، كما أن مخالفة الوعود و الاختفاء عن المواطن الناخب بعد كسب صوته يجعل من السياسة مجالا لاغتنام الفرص على حساب المواطن البسيط إضافة إلى غياب الديمقراطية داخل التنظيمات السياسية يجعل المواطن يخشى السياسة ومن رجالها إذ أنها لم تقدم شيئا لهذا المواطن كما أنه ليس من السهل تجاوز سياسة القمع التي شهدها المجتمع طوال عقود كما أن الواقع الذي نحن فيه ونتيجة للظروف الاجتماعية السيئة التي يعيشها المواطن بها والتي تشمل مختلف المجالات تجعل منه بعيدا كل البعد عن هموم السياسة فقد اعتاد أن يصفها خذا المواطن بأنها فن الضحك على الذقون مليء بالدسائس والحيل كما عجز الحكومات المتتالية عن وضع برنامج واضح وفعال لحل الأزمات والاكتفاء بالوعود قد يؤدي إلى فقدان الإحساس بالمواطنة مما يشكل خطرا و تهديدا على استقرار المغربو ختاما يجب أن ندرك جيدا أن النضال في سبيل مشاركة الشباب في اللعبة السياسية يجب أن يبقى متواصلا عبر الأجيال إلى ما لا نهاية

الحوار المتمدن عدد 1479 بتاريخ 28/11/2008

الأربعاء، 26 نوفمبر 2008

تعديل حكومي lوسع بمناسبة خروج الراضي من الوزارة


لم تتضح بعد الصيغة التي ستتم بها مغادرة عبد الواحد الراضي وزير العدل لمنصبه، من أجل التفرغ لمنصبه الجديد في الكتابة الأولى للاتحاد الاشتراكي. وتأكد من مصادر اتحادية أن أعضاء المكتب السياسي يتفقون على أهمية وفاء الراضي بوعده بمغادرة الحكومة، حيث من المقرر مبدئيا أن يجري ذلك في دجنبر المقبل، لكنهم يجمعون في الوقت نفسه على أن هذه المغادرة لا يجب أن تضعف مكانة الحزب في حكومة عباس الفاسي. وتلتقي هذه الرغبة مع توجه بدأ يتبلور في أجهزة الدولة يقضي بتقوية حضور الاتحاد في الحكومة من أجل مساعدة الراضي على النجاح في مهمته في إعادة بناء الحزب ورأب الصدع بين مختلف مكوناته، مما يعني القيام بتعديل حكومي جزئي. وينظر مصدر اتحادي مطلع، رفض ذكر اسمه، بعين الريبة إلى مغادرة الراضي للحكومة، معتبرا ذلك إضعافا له ككاتب أول، وأن هذه المغادرة لا ترافقها ضمانات ببقاء منصب وزارة العدل في يد الاتحاديين، خاصة مع ارتفاع أصوات من بعض الأحزاب تطالب بإعادة وزارة العدل إلى دائرة السيادة. في هذا السياق لا يستبعد أن يلجأ القصر إلى تعيين شخصية مستقلة في هذا المنصب لتجاوز الجدل الذي أثير منذ تولي الاتحاديين تدبير هذا القطاع، حيث اتهم الاتحاديون من طرف الاستقلاليين في عهد حكومة إدريس جطو بوقوفهم وراء محاكمة مستشارين استقلاليين متهمين بشراء أصوات الناخبين في قضية تجديد ثلث مجلس المستشارين، كما سبق لحزب العدالة والتنمية أن طالب بعودة الوزارة إلى السيادة في أعقاب المحاكمات المتعلقة بالإرهاب. وسوف تتجه الأنظار إلى الطريقة التي سيدبر بها الراضي التفاوض مع القصر حول من سيخلفه في منصبه، أو المناصب الأخرى التي سيحصل عليها الاتحاد مقابل التنازل عن قطاع العدل، حيث لا يستبعد أن يطوق المكتب السياسي عنق الكاتب الأول بعدد من الالتزامات، لتفادي السقوط في ما تم الوقوع فيه سابقا حيث استفرد محمد اليازغي، الكاتب الأول المستقيل، بالتفاوض لتشكيل الحكومة. وأمام هذا الوضع، لا يستبعد في حالة تشدد الاتحاديين، أن يستغني القصر عن مشاركته في الحكومة، ويتم تعيين وزراء من فريق عالي الهمة ومن الحركة الشعبية. وإلى حد الساعة يتم تداول ثلاثة أسماء اتحادية لتولي منصب وزير العدل، في حالة موافقة الملك على احتفاظ الحزب بالمنصب، ويتعلق الأمر بمحمد اليازغي وزير الدولة الذي يمكن أن يصبح «وزير الدولة ووزير العدل»، وقد سبق لليازغي أن طالب عباس الفاسي بمنصب وزير العدل أثناء التفاوض لتشكيل الحكومة. ثم هناك إدريس لشكر، عضو المكتب السياسي، الذي لا يخفي رغبته في الاستوزار، ويرى نفسه بحكم تكوينه القانوني وتجربته السياسية مؤهلا لتولي المنصب. ثم هناك محمد الصديقي الذي عين في المجلس الدستوري. وتذهب بعض التحليلات إلى أن أحد مداخل رأب الصدع داخل الاتحاد قد يكون تمكين بعض مناوئي الراضي من الاستوزار، من أجل تحقيق نوع من التوازن داخل المكتب السياسي.

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2008

تقرير اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على غزة

اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على غزة
تقرير اللجنة لمواجهة الحصار على غزة
*إغلاق المعابر التجارية:
المعابر التجارية ومنذ الحصار المشدد الذي فرض علي غزة منذ 14-6 -2007 مغلقة بشكل عام وما يدخل منها من احتياجات المواطنين تتراوح نسبته من 10% إلى 15% من احتياجات قطاع غزة والتي تقدر ب 600 شاحنة يومية, ومنذ 4-11-2008، وأغلقت إسرائيل المعابر بشكل تام دون السماح لأي كميات تذكر حني كمية الـ15% المسموح بها مما أثر علي القطاعات الصحية والبيئية والاجتماعية بشكل خطير وسنتطرق له في سياق التقرير.

*أزمة الوقود:
الوقود الذي كان يورد عبر معبر "ناحال العوز" لمحطة توريد الكهرباء والاستخدامات المنزلية والصناعية والعامة، وأغلق هذا المعبر منذ 4-11 وبالتالي نفذ المخزون في محطة توليد الكهرباء وتوقفت المحطة كليا عن العمل وكذلك حدثت أزمة خطيرة في غاز الطهي وباقي أصناف الوقود الأمر الذي أثر سلبا علي سير الحياة لدي المواطن الفلسطيني.

*أزمة الكهرباء:
محطة كهرباء غزة قبل توقفها كانت تعمل بـ50% من طاقتها الإنتاجية بسبب القصف الذي تعرضت له المحطة وعدم دخول محولات منذ عامين وحثي الآن، وعليه كانت المحطة تعمل بـ70 ميغا وات من أصل 140 ميغا وات، وتحتاج المحطة حتى تعمل بنصف طاقتها الإنتاجية إلي 300 ألف لتر وقود صناعي يوميا، إضافة إلي ما يمكن أن يخزن في المخازن الخاصة بالشركة كاحتياطي، والمشاكل التي تعاني منها المحطة هي نقص قطع الغيار والتجهيزات اللازمة للصيانة، هو توقف المحطة أغرق 50% إلي 60% من سكان مدينة غزة و4% من إجمالي القطاع، أما باقي القطاع فيتم إضاءته من خلال التيار الكهربائي من إسرائيل مصر.
وما يزيد الأمور تعقيداً وتعطل الخطوط المغذية من إسرائيل فيرفع نسبة من يتعرضوا للظلام إلى 70%، وهناك مشاكل خطيرة في شركة التوزيع أهمها عدم وجود المحولات والكابلات والفيوزت، مما يعني تعقيد الأمور أكثر وإغراق مناطق أكثر بالظلام حين عطل أي محول في أي منطقة.

*أزمة القطاع الصحي:
الأدوية الأساسية تعاني من نقص أكثر من 40% من الأصناف، وخاصة لمرضى ارتفاع ضغط الدم والقلب والربو والسكري والأمراض المزمنة الأخرى، إلى جانب نقص الأدوية المكملة وخاصة لمرض السرطان والفشل الكلوي والكبدي، كما يوجد نقص في المستهلكات الطبية وتشمل لوازم الغيار والعمليات والتعقيم بما فيها الأدوات الجراحية اللازمة للعمليات الطارئة والعادية، وهنالك نقص أكثر من 30% فيها.
كما يوجد نقص في المحاليل والأصباغ ولوازم المختبرات اللازمة لتشخيص كثير من الأمراض، ويترتب علي تأخر التشخيص مضاعفات للمرضي، وقد بلغت نسبة النقص أكثر من 40% لأجهزة المختبرات العاملة بنظام الديجتال، أيضا هنالك نقص في قطع الغيار واللوحات الإلكترونية والتي تعطل الأجهزة بشكل كامل، ومنها اجهزة قياس نسبة الغازات في الدم اللازمة للعناية المركزة لحضانات الأطفال والكبار.
قطع الكهرباء المتواصل يؤدي لعطل برمجة الأجهزة، مما يعطي معايير خاطئة ونتاج تؤثر علي سير علاج المرضي.
تعطل أجهزة الأشعة الرقمية، حيث هنالك عطل في التخطيط القطاعي وخاصة في مجمع الشفاء ومستشفي الأوروبي والتي هي ضرورية جدا لتشخيص كثير من الأمراض والأورام مثل السرطان وسوء التشخيص يؤدي إلي تأخر حالة المريض وانتشار المرض داخل الجسم.
هنالك الكثير من قطع الغيار للأشعة التلفزيونية والملونة غير متوفرة مما تؤثر علي تشخيص الأمراض بشكل مبكر، إضافة إلى هنالك نقص حاد في الأدوية اللازمة لمرضى الكلى والمحاليل.
يوجد نقص في الغازات الطبية اللازمة لغرف العمليات والمتوفر لا يغطي أكثر من أسبوع وفي حالة العمليات الكبيرة سيتم نفاد هذه الكمية في أقل من تلك الفترة والمعايير العالمية تتطلب مخزون يكفي لمدة 3 شهور على الأقل.
انقطاع الكهرباء يؤدي لتشغيل المولدات لفترات طويلة مما يتسبب بحدوث أعطال متكررة تؤدي لأضرار صحية فادحةـ ونفاذ الغاز الطبيعي يؤدي إلي نقص عمل المطابخ وسوء جودة الأغذية المقدمة للمرضي، إلى جانب توقف المغاسل المركزية (غسل الشراشف والملاءات والملابس الطبية مما سيؤدي لانتشار العدوى بين المرضي).
أجهزة التعقيم كثير منها معطل ومتوقف عن العمل بسبب نقص قطع الغيار وخاصة في مستشفيات النصر للأطفال والأقصى وأبو يوسف النجار، كما يوجد نقص حاد في التطعيمات اللازمة للأطفال، مما سيتسبب في نقص المناعة وانتشار الامراض، وعدم خروج المرضي للعلاج في الخارج أدى لازدياد عدد ضحايا الحصار حيث ارتفع الرقم الي 260 ضحية.
توقف توريد الكحول المطهر والمعقم للمرضي، حيث لا يوجد أي من تلك الأنواع علي الإطلاق، وقصر إجراء العمليات علي العمليات الطارئة وتأخير كثير من العمليات التي ستتحول إلي طارئة بعد فترة وجيزة.
أكثر من 60% من سيارات الإسعاف متوقف بسبب عدم توفر قطع الغيار، وعدم توفر الوقود اللازم لها, أيضا توقف معظم سيارات النقل الخاصة لاستدعاء الأطباء والممرضين، وتعطل معظم حواسيب خدمات المرضي ومتابعة التحاليل وخاصة لدي الأطفال في مستشفى النصر وكذلك مستشفي أبو يوسف النجار وناصر.

*أزمة القطاع الزراعي والحيواني والطيور:
هنالك نقص خطير في كمية الأعلاف نتيجة لإغلاق المعابر، حيث تقدر كمية الاحتياجات اليومية من الأعلاف بـ 150 طن، لم يدخل منها أي كمية تذكر منذ 3 أسابيع مما أثر سلبا علي الأتي:
- إعدام مابين 700 ألف إلى مليون صوص (فرخ).
- خسائر10% إلي 20% من الثروة الحيوانية نتيجة نقص اللقاحات والأمصال وانتشار بعض الإمراض ونقص الاعلاف.
- عدم وجود كميات من الغاز الطبيعي للصيد البحري وفقاسات التفريخ للدواجن.
- عدم توفير الكميات المطلوبة من الأسمدة والمبيدات الحشرية ومستلزمات الإنتاج الزراعي كالنايلون والخراطيم والبذور الأمر الذي يهدد بانتشار إمراض زراعية لا يحمد عقباها.
- عدم تمكن القطاع الزراعي من تصدير المنتجات الزراعية وذلك حسب الإغلاق الذي بدء قبل عام ونصف.

*أزمة الدقيق والمخابز:
يعمل في غزة 47 مخبزا لإنتاج الخبز، 30 مخبز أغلق أبوابه و17 مخبزاً يعمل منهم ثمانية على الكهرباء وسبعة على السولار، واثنين على الغاز، وتحتاج غزة 450 دقيق، منهم 100 طن للمخابز، و300 طن للمنازل، ويأتي جزء منها مساعدات من قبل الأونروا وبعض المؤسسات الأخرى.
المخزون من الدقيق يكفي غزة من عشرة إلى خمسة عشر يوما بحد أقصى، أما بالنسبة للقمح فقد أغلقت شركة المطاحن أبوباها وتوقفت عن العمل لعدم وجود القمح في مخازنها، وتحتاج غزة يومياً إلى 600 طن من القمح، لا يتم إدخال أي شي منذ أربعة نوفمبر حتى الآن.

*المياه والصرف الصحي:
مادة الكلور التي تستخدم في تعقيم مياه الشرب وما يترتب عليه من عدم القدرة على تطهير المياه يعني حدوث كارثة صحية نتيجة أحمال تلوث مياه الشرب، وعدم ضخ مادة الكلور في الآبار المياه يعني زيادة التلوث البكتيري في مياه الشرب وهذا يحدث مشاكل صحية كبيرة للمواطنين.
حاجة القطاع 60 متر مكعب شهريا من مادة الكلور ورصيدها الآن صفر، وبدأت تتوقف عملية ضخ الكلور في بعض الآبار، وخلال أسبوعين سيتوقف ضخ الكلور في كل الآبار، مما يحدث كارثة صحية وبيئية.
عدد آبار المياه في غزة تصل إلى 145، منها مائة تعمل بنسبة 60% من الوقت، وخمسة أربعين تعمل بنسبة 80% من الوقت، وعشرة آبار متوقفة تماماً بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الوقود ونقص قطع غيار المضخات والمولدات، واستهلاك قطاع غزة يومياً 220 ألف لتر مكعب من المياه، انخفض بنسبة 40%. ويزداد الأمر تعقيداً في الأبراج بسبب عدم قدرة المضخات رفع المياه للأماكن العالية.
محطات المعالجة متوقفة تماما عن العمل معالجة مياه الصرف الصحي بسبب قطع الكهرباء وعدم توفر الديزل لتشغيل المولدات ودم كفاءة المولدات.
77 مليون لتر من مياه الصرف الصحي تضخ يومياً في البحر، دون معالجة مما يسبب كوارث بيئية وتلوث خطير للبحر، والخطر الداهم أن محطات ضخ المجاري ستتوقف عن العمل بعد 48 ساعة بسبب عدم توفر كميات الديزل اللازمة، وسينتج عنها حدوث طفح في الشوارع وستغرق مناطق بأكملها في مياه المجري، والمحطات هي "محطة أبو راشد في جباليا، ومحطة واحد وخمسة وسبعة في غزة الزيتون والبقارة والمنتدى، ومحطة جنينة في رفح".

*أزمة نقص السلع:
أهم السلع التي نفذت أو توشك على النفاذ من الأسواق، حليب الأطفال والدقيق والأرز والبقوليات والزيوت والمجمدات والألبان واللحوم الطازجة والمواد الخام للصناعات المعدنية والبلاستيكية والكيمائية والإنشائية والورقية ومواد التغليف، إلى جانب الأدوات الكهربائية وأدوات الصرف الصحي وقطع غيار سيارات وزيوت سيارات.

*أزمة مساعدات وكالة الغوث:
نتيجة إغلاق المعابر توقف كل المساعدات سواء للوكالة أو لمنظمات إنسانية فلسطينية وعربية وإسلامية ودولية، ويبلغ المستفيدين مليون شخص من ضمنهم 750 ألف من اللاجئين يتلقون المساعدات من وكالة الغوث ويعيشوا عليها فقط، بسبب أوضاعهم الاقتصادية الصعبة، توقفت هذه المساعدات الغذائية من أربعة نوفمبر.

*أزمة القطاع الصناعي:
يعاني من أكثر عامين جراء الحصار الشامل على غزة، واستمرت هذه المعاناة خلال الفترة الماضية، حيث أغلقت المصانع والورش الصناعية وشركات المقاولات، بما نسبة 97% من أصل 3900 مصنع وورشة عمل، وتوقف الباقي الآن مع انقطاع الكهرباء ونقص الغاز الوقود، مما أضاف خمسة ثلاثين ألف عامل إلى قائمة البطالة.

** أرقام وإحصائيات:

- الحصار خلف خسائر مباشرة فاقت 750 مليون دولار.
- 140 ألف عامل تعطلوا عن العمل جراء إغلاق المعابر والحصار المستمر على غزة منذ عامين.
- 80 % يعيشون تحت خط الفقر، و65% معدل البطالة، و650 دولار معدل دخل الفرد السنوي للمواطن الفلسطيني في غزة.
- زادت كميات البضائع الموجودة في الموانئ الإسرائيلية والمعابر والمخازن على2000 شاحنة.
- 77 مليون لتر من مياه الصرف الصحي تضخ يومياً دون معالجة.

- 60% من أطفال غزة مصابين بأمراض سوء التغذية وفقر الدم، وأكثر من ثلث ضحايا الحصار هم من الأطفال.
- عدد الآبار المتوقفة في غزة عشرة آبار مياه والباقي مهدد بالتوقف.
- إجمالي آبار المياه تعمل بستين بالمائة من الوقت ومتوقفة أربعين بالمائة.
- محطة توليد الكهرباء متوقفة بشكل كامل، وثلاثين مخبزاً أغلق أبوابه في غزة.
- مخزون الدقيق يكفي القطاع من عشرة إلى خمسة عشر يومياً.
- المخزون الاحتياطي من الكلور لتنقية المياه الصرف الصحي رصيده صفر، وخلال أسبوعين يتوقف ضخ الكلور في الآبار البالغ عددها 145 مما ينذر بالتلوث.
- بعد يومين ستغرق مناطق في شمال وجنوب القطاع ومدينة غزة بمياه الصرف الصحي.
- 40% من الأدوية الأساسية رصيدها صفر، والمستهلكات الطبية 80% رصيدها صفر.

الاثنين، 24 نوفمبر 2008

منحوس لي تولد عل ضّص


1 قال الراوي : في صباح قديم ارتطم جسمه الطري بالأرض صرخ مرتين حملته الجدة و ملامحها في حالة استنفار قصوىحركت لسانها في فمها الفارغ من الأسنان: ذكر... زغردن، وحدها المجذوبة استغفرت الله مرتين - منحوس لي تولد على ضّص - طردتها الجدة و بخرت الكوخ القصديري بلحرمل ؤ شبة.. شدق جمل ؤ الفاسوخ .. مخ الضبع ؤ سنان دجاج ثلاث ليال متتاليات


2 خرج من حجرته متثاقلا، غسل وجهه بلل شعره علّه يستعيد شيئا من حيوية أمس الآفلة..تطلع إلى وجهه في المرآة وجده كالأمس: متحجر الملامح شاحب كسماء غائمة حول بصره بسرعة نحو الباب قادته رجلاه إلى مقهاه المفضلة مكانه المعتاد الذي آلفه منذ لفظه القدر إلى الشارع، أفرغ في جوفه فنجان قهوة سوداء مرة كمرارة الزمن في جوفه أشعل سيجارته المفضلة و شرع في ممارسة طقوسه المعتادة: نصف الدين...شروط الزواج...نرجسية...بدون عمل....آت مجهول، داهمه إحساس بالألم تنهد من بين أفكاره الممزقة ..و الأشكال السوداء التي تتوزعها - توزعته -

قال: منحوس لي تولد عل ضّص


3 فاجأه الحضور اللطيف انتصبت أمامه كعشتار، كعروس البحر انتصبت عروقه قرأ إيحاءات الجسد الأنثوي الشفتين المرتجفتين تحركت عيناه تلتمس طريقه وسط تضاريس الجسد..تزداد الذبذبات الكيهروميغناطيسية مال بجسده نحوها تبتعد يحاول النهوض يتعجب جسده ملتصق بالكرسي منكمش كقنفذ خائف، تقهقه يحس باختلال الكرة الأرضية تحت قدميه بالصدأ ينبت فوق تضاريس لسانه لاحظها وهي تطير تبتعد تقهقه من ثقب في الأفق طارت كعصفورة ضحكوا انتفض نظر حواليه انتبه ليده اليمنى فتحها الجريدة منكمشة كوجه جدته
قال : منحوس لي تولد عل ضّص صمت منتظرا لم يصله أي تعقيب عاد لإتمام طقوسه الصباحية


4 وقف يعاين القرص البرونزي الذي يلتحم بالأفق يلقي تحيات الوداع ، وقفت بجانبه..نظر إليها عله يرى إيماءة تحية.لا شيء- - - يعجبك منظر الغروب ؟؟؟- - - تعجبني عيناك غرس وردة قطفها من الحديقة العمومية خلسة في عتمة شعرها تنهدت - - - الصيف دخللم ينبس بشيء كان يبدو أنه لم يفهم أو لا يريد الفهم ركزت نظرتها على أناملها- - - متى ستخطبني؟؟- - - عندما أعمل- - - ومتى ؟؟نامت الكلمات في حنجرته، نامت ابتسامة من نوع ما على أحمر شفاهها، نام اسمه في قائمة ما ،ناموا
فتحت ذراعيها طارت مع النقطة التي ابتلعها الأفق رويدا رويدا..
قال : منحوس لي تولد عل ضّص


5 لا أحد وحدها أمواج الأطلسي تردد صدى نداءاته وحده جسده المسكون بالضجر.. بالغبار بوخز ابر التذكر يؤثث فضاء الشاطئ سحب قدميه من البساط الأصفر الرملي .. ومشى يتبعهما إلى حيث لا يدري، يهرب من نفسه يرحل في أدغال الضياع يتوارى في ظل الظلام خوفا من جفن المقهى خوفا من يأسها من رحيلها ؟؟دخل حجرته..تطلع إلى وجهه في المرآة ..وجده كالصباح مثل أمس دائما متحجر الملامح .. صعد لفراشه أطفأ نور شمعته
قال : منحوس لي تولد عل ضّص

الجمعة، 21 نوفمبر 2008

التيار الاسلاموي و اللعبة السياسية

تديين السياسة أو تسييس الدين كيفما حدث أو سمي نجد أن هناك اعتراض و تحفظ على ذالك و لكل واحد دوافعه و أسبابه تتماشى مع توجهاته، فتيار الإسلام السياسي أو ما يصطلح عليه سياسيا الإسلاموي رغم ما يعرفه من تعدد المنهجيات من تباينات واختلافات في مواقف الموالين إليه من قضايا الدولة والحكم والديمقراطية والتعددية الحزبية فهو يعرف كذلك بثقافة الغلو وفقه البداوة كما أصّل له شيوخه و منظريه و إشاعته دون أن يجتهدوا في مراجعة النص بما يتوافق مع قضايا العصر الراهنة و فكره الحديث ولا يزال يتصدى للكثير من قضايا المجتمع بفقه الواقع ومنطق العصر الذي لا يتعارض بتاتا مع قيم الإسلام
و قد استفاد التيار الإسلاموي من فشل حركة القومية العربية في هزيمة يونيو 1967 ليقدم نفسه كمشروع بديل لمشروع الحداثة الناصري، وبعد تجربة عقدين من الزمن يجد نفسه في نفق مغلق تميز بفشل مزدوج من القاعدة القمة، و من أبرز سمات هذا التيار على المستوى العقائدي أنه يؤمن بعقيدة الولاء التي تقتضي من جهة المودة والنصرة بين المؤمنين في كل الأحوال ومن جهة ثانية البغض والكراهية ومقاتلة غير المؤمنين وقد يختلف تيار مع تيار آخر له نفس المرجعية و الأهداف فيما بينهما في تحديد المؤمن و الغير مؤمن إلا أنهم يتفقون مبدئيا في حشر اليساريين والعلمانيين أيّ كانت ديانتهم ضمن الكفار الذين وجب مقاتلتهم، فعلى المستوى التشريعي
ينطلق التيار من الإعلان عن هدفه الأسمى وهو إقامة الدولة الإسلامية التي تحتكم إلى شرع الله، على اعتبار أن الأنظمة السياسية الحاكمة في بلاد المسلمين ليست أنظمة إسلامية بقدر ما هي تجسيد لأنظمة الطاغوت، وإذا كانت بعض تنظيمات تيار الإسلام السياسي تتحاشى استعمال مفهوم النظام الطاغوتي لوصف النظام الحاكم فإن أغلب التنظيمات تركز على الطاغوتية كحمولة عقائدية تستوجب الخروج على هذه الأنظمة ومحاربتها بكل الوسائل والسبل، بل إنها تجعل الكفر بهذه الأنظمة ومحاربتها شرط صحة الإيمان، لهذا تلتقي كل مكونات التيار عند شعار الحاكمية بما يعني رفض الاحتكام إلى الشرائع الوضعية والاقتصار على تحكيم الشرع الذي له السيادة المطلقة
وانسجاما مع مطلب الحاكمية يرفض التيار الإسلاموي الديمقراطية كقيم وثقافة وإن قبلها بعض مكوناته كأداة فقط سرعان ما يتم الانقلاب عليها حين تتمكن من الوصول إلى الزعامة، فعقيدة الحاكمية لا تسمح بتطبيق آلية الديمقراطية التي تسمح بالتناوب على الحكم بين الإسلاميين وخصومهم السياسيين فالتناوب السياسي مرفوض ولا يصح أن يترك للناس الخيار في إتباع أي منهج يشاءون فضلا عن هذا فإن التيار يرفض الإقرار بحقوق الإنسان في مجال الاعتقاد والتفكير بمبرر أنها تناهض الشرع الذي يحكم على المرتد بالقتل ويترتب عن هذا بالضرورة رفض مبدأي التعددية الحزبية والمساواة في المواطنة
فحتى أبرز الجماعات الإسلاموية التي قبلت المشاركة في الانتخابات، نجد أدبياتها تنص على منع التعددية الحزبية إذا ما استقلت بالحكم فنموذج الدولة التي يتصورها الإسلاميون لا تسمح بفتح الباب أمام المعارضين للدعوة إلى مبادئهم سواء كان هؤلاء من اليسار أو اليمين، أما رفضها للمساواة في حقوق المواطنة يستند إلى كون الإسلام لا يقر به على شموليته إذ يتوجب التمييز والتفاضل بين المسلمين وبين أهل الذمة من المواطنين الذين يعتنقون ديانة توحيدية أخرى من جهة و بين معتنقي الديانات الوضعية من جهة أخرى فهؤلاء لا حق لهم في الولاية على المسلمين أيا كانت درجة هذه الولاية

و اليوم في وطننا المسلم نحن بأمسّ الحاجة إلى الديمقراطية و الحداثة التي ستحل محل الموجة الإسلاموية حيث هناك اتجاه عام يفيد بأن لا حل لهذه الأمة إلا بالعمل القويم وبالعلم و إعطاء الجامعة و للمثقفين دور كبير في إرساء قواعد الديمقراطية التي ينبغي أن تهذب بقية الإيديولوجيات الأخرى: قومية عربية أو وطنية إسلامية أو ماركسية

الاثنين، 17 نوفمبر 2008

التدوين بالمغرب

على الرغم من حداثة تجربة التدوين التي لم تكمل السنة الخامسة وقلة عدد الممارسين إلا أن ظاهرة التدوين أثبت وجودها على أرض الواقع من خلال حضور المدونين اللافت للانتباه في العديد من المناسبات و التظاهرات و باتوا اليوم يشكلون خطا إعلاميا مستقلا يدافع عن قيم المجتمع المغربي وعن قيم الحداثة والديمقراطية والتسامح والتضامن
و بفضل مجموعة من الشباب أصبحت المدونات في المغرب تتمتع بفاعلية يوما بعد يوم، و استطاعت إثارة عدد من القضايا التي تشغل الرأي العام، بل وإحداث تغيير ولعب دور إصلاحي في المجتمع
و من خلال جولتنا بالمدونات المغربية سنلاحظ أن 90% من المدونين المغاربة يكتبون باللغة الفرنسية بحيث يشكلون الأغلبية بالنظر إلى العدد الموجود حاليا و هناك من ينظر إلى اللائحة الطويلة نظرة سلبية معتبرا أن المغادرين لحقل التدوين هم من خيرة الأقلام التي ساهمت في تألق التدوين وأن مغادرتهم أثرت على انتشاره و مكتسباته لكننا داخل الجسد التدويني المغربي وإن كنا نحترم رغبة كل زميل في اختيار لغته و الموقع الذي يريحه و حريته و أسلوبه في التدوين و احترام رأيه فلا يجب أن ننسى من باب الوفاء أن هؤلاء الزملاء المتبقون قدموا للتدوين ولمتتبعيه الكثير من المكتسبات،أهمها ظهور مدونات ناطقة بالعربية تدعو للحفاظ على الهوية والثقافة المغربية بشقيها الأمازيغي و العربي في مواجهة سيطرة الفرانكفونية، كما أنهم من جهة أخرى تعلموا أصول التدوين و ساعدوا على انتشاره و تبوأه مكانة مرموقة و قد رفعوا شعار مصداقية و مشروعية التدوين في المغرب وليس في مكان آخر هؤلاء المدونين جمعتهم قيم المواطنة و الحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان ومصلحة الوطن والمواطن قبل أن تجتمع في التدوين، كما كانوا جميعا الأقرب من المشهد اليومي و الأكثر احتكاكا بالمواطن ومواكبة الأحداث و تتبع القضايا كما أنهم استطاعوا فتح الكثير من القضايا التي تهم الشأن العام للبلاد و العباد و التي غالبا لا تناقش في وسائل الإعلام الأخرى، تارة تفضح الفساد وتارة تشير بالأصبع إلى الواقع المزري الذي يعيشه المواطن البسيط
وإذا كان أسمى هدف للمدونين المغاربة اليوم أن يكون لهم كيان قادر على احتضانهم و الدفاع عن قضاياهم الفكرية و السياسية و الاجتماعية و الحقوقية إلا أنهم مطالبين بالمحافظة على التجديد و تطوير أفكارهم و الالتزام بمبادئ الاستقلالية و المصداقية في ممارسة نشاطهم التدويني ليشكلوا بذلك مدرسة وطنية حقيقية لنضال إعلامي متميز كما نتمنى من هذه المدرسة الفتية أن تظل على هذا المنوال هدفها الأساسي تقديم مادة إعلامية متميزة والعمل على تطوير التدوين بالمغرب وخدمة الوطن و المواطن و خدمة الصالح العام

الأحد، 9 نوفمبر 2008

المغرب و سؤال الملكية

إلى جانب قضية الصحراء و ملف الأمازيغية كملفات كبرى مطروحة على طاولة النقاش السياسي الكبير الدائر في المغرب نجد المؤسسة الملكية المغربية تتموقع بين العناوين العريضة لمغرب اليوم فلأول مرة في تاريخ المغرب المعاصر تجد المؤسسة نفسها أمام لحظات تاريخية عصيبة، لأنها صارت مباشرة تحت أعين الجماهير المغربية و أصبحت حديث الشارع العام المغربي بمختلف مكوناتهفمن قبل اعتادت المؤسسة الملكية على النقد الموجه إليها من الخارج وتعاملت معها حسب ما تقتضيه الظروف إما بالهجوم أو الدفاع و بغض الطرف، فمنذ عقود طويلة و المغرب يعرف صراعا حامي الوطيس بين طبقات سياسية مغربية وبين قوى القصر كما عرف أيضا الصراع بين القصر و الحركة الوطنية إبان الاستقلال، و خلال السنوات الأخيرة و تحديدا منذ المرحلة الانتقالية التي دشنتها حكومة التناوب برئاسة اليسار المغربي في شخص الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي و مع ارتفاع سقف الحريات، عاد سؤال الملكية المغربية إلى الواجهة ليطرح نفسه بحدة داخل الشارع العام المغربي، ورغم أن هذا السؤال ذهب في بعض الحالات إلى مدى غير مسبوق مثلما صرح به بعض قوى اليسار بأن الأصلح لمغرب القرن الواحد والعشرين هو الجمهورية، إلا أن من تبني هذا التوجه أقلية لها أسبابها و دوافعها الخاصة و كذالك مصالحها، بينما الفئة التي تشكل الأغلبية و الموزعة على كل الانتماءات السياسية و الاجتماعية باتت تطالب بتحديد مهام و صلاحيات الملك و إدخال إصلاحات على الدستور و تحويل المؤسسة الملكية من ملكية مطلقة تسود وتحكم إلى ملكية تسود ولا تحكم. وقبل أن تصبح الملكية محط سؤال و تحليل المراقبين للشأن الوطني، كانت الضحية الأولى لمناخ الحريات النسبية التي عرفها المغرب خلال السنوات الأخيرة، كما أن خصوم القصر عادوا لتعزيز مواقعهم من أجل تصفية حساباتهم الشخصية مع الملكية، ليكشفوا لنا الكثير من الأسرار ومن الحقائق المبهرة في الكتب و المجلات و الجرائد المنشورة أمام الملأ من خلال الصحف و القنوات الفضائية و دور النشر، فأسرار القصر الملكي لم تعد كما كانت عليه من قبل، لقد بدأت تتسلل من خلف الأسوار المنيعة لتحتل موقعها كعناوين بارزة فالكثير من التصريحات الصحافية والأحداث المثيرة كشفت للرأي العام المغربي بعض من الجوانب الخفية من حياة القصر لتتسع معها دائرة الجرأة في التعاطي مع القضايا التي تهم الملكية، وتصل إلى درجة مساءلة الملك في بعض الأحيان. استقرار الملكية المغربية لا يتوقف عند الجانب السياسي والإنساني بل يتجاوزه إلى الجانب الاقتصادي، فكما يعلمه عامة المواطنين المغاربة أن أكبر مؤسسة مالية اقتصادية تهيمن على السوق المغربية هي مجموعة أونا-ona التي تعود ملكيتها إلى العائلة الملكية و التي استفادت من امتيازات يستحيل معها أن تنافسها أي مجموعة مالية أخرى كانت وطنية أو أجنبية، و انطلاقا من هنا بدأت الدائرة تضيق و السؤال يتسع، و تعتمد الملكية المغربية على حماية نفسها أيضا على المرجعية التاريخية، حيث تعتبر من أقدم الملكيات في العالم بعمر يناهز 1300 عام، والأسرة العلوية الحاكمة هي من تحكم المغرب منذ 300 عام، إلى جانب السياسة و الاقتصاد و التاريخ نجد أيضا أنها تستند على المرجعية الدينية، حيث نجد في الدستور المغربي أن الملك هو أمير المؤمنين، و مع ذلك لم يمنع المجتمع السياسي المغربي من تغيير مواقفه والمطالبة بإدخال إصلاحات عميقة على الدستور في أفق تحديد صلاحيات الملكفي هذا السياق أصدر فاعلين من المجتمع المدني مذكرة تقترح من خلالها توضيح صفات الملك الدستورية بما يخدم هدف تحديد صلاحياته بدقة، واعتبرتها بعض وسائل الإعلام بمثابة إشارة جد قوية من المجتمع المدني المغربي بأن على المؤسسة الملكية المغربية أن تحدد موقعها و تعيد بناء نفسها وفق المتغيرات المحلية والدولية، قبل أن يتحول مطلب الإصلاح الدستوري إلى مطالب أخرى يصعب التحكم في تداعياتها، وبعد أخذ و رد وسط قطاع واسع من الشارع السياسي المغربي حول صلاحيات الملك، والمطالبة بتغيير نظم الملكية الحالية، أخذت الصحافة المغربية المستقلة زمام المبادرة وبدأت توجه انتقادات مباشرة لقرارات صادرة عن القصر الملكي و في الوقت ذاته انبرت بعض الأقلام الحزبية للدفاع عن الملكية في مواجهة للصحافة المستقلةليكون الرد من المستقلين حاسما بما يفيد أنه على المؤسسة الملكية تعيد النظر في اختصاصاتها و بنيتها التنظيمية و بما أن الملكية قبلت أن تكون طرفا في اللعبة السياسية، وجزءا لا يتجزأ من سياسة الدولة لذا عليها أن تتقبل النقد و بما أن المتعارف عليه عالميا هو أن الشعب هو المصدر الوحيد لكافة السلطات في البلاد فعلى الدستور المغربي أن يقر بالفصل بين السلط، وإذا أرادت أن تبقى بعيدا عن النقد عليها أن تبتعد عن تدبير الشأن اليومي و هي رسالة عميقة و واضحة تهدف إلى المطالبة بملكية تسود ولا تحكم على غرار الملكيات المتعارف عليها بأوربا.
===============
إدحماد مولاي عمر

الخميس، 6 نوفمبر 2008

الوصية

سيجتمع الناس و يتبادلون الدعابات
دون أن أكون
أجل سيلتقي الأحبة لنسج المساءات
لن أكون معهم .. فيهم؟؟
سوف يرقصون على ذكراي
سكارى مجانين
و في نخبي يودعون النورس
لمنفاه الأبدي
دعهم يخبرونك عني
دعهم يبكون
اتركهم فريسة للحنين
ضحية للضياع خلف السنين
سيخلدون ذكراي في كتب التاريخ
لأبقى نقشا على جدراني
دع العالم يحكي
تفاصيل طفولتي المشردة
بين الدروب
و يحفظ تراتيلي عن ظهر قلب
كل إنسان
يمشي في آثري ثائرا على كل نزيف
دعهم يقتفون خطواتي
و هي ترسم على الطريق
لغة الصمود
دعهم يحتفون بخرجاتي
المنقوشة في كل شارع
نعم ... ذكراي ستخلد
بين المشردين و اللاجئين
و المضطهدين
البسطاء و الفقراء
و هي معلقة على كل حي صفيحي
و كل مخيم مبعثر
يشهد طقوس الانغماس
دعهم يروون لك
كيف أحرقوا دياري
غصبوا حقولي
دعهم يقولون لك
كيف اقتلعوا جذوري
و رسموا موضعي
رسومات للجحيم
دعهم يخبرونك من أنا
،،،،،
اسم واحد
يردده كل إنسان
و يعمد عليه يوم مولده
و يوم مماته