الاثنين، 31 أغسطس 2009

«جزيرة ليلى» يجب أن يصبح اسمها «جزيرة رحمة»

تخليدا لذكرى امرأة كانت الضحية الوحيدة للنزاع بين المغرب وإسبانيا صيف 2002
جريدة المساء طنجة - عبد الله الدامون

في مثل هذا الشهر من الصيف الماضي، ودعت الحياة امرأة لم يلتفت إليها أحد إن في حياتها أو مماتها. ماتت المرأة التي جعلت من قضية جزيرة «ليلى» قضية دولية، والتي أعطت تصريحات قوية وخطيرة لأبرز وسائل الإعلام العالمية.. المرأة التي كانت تريد مقاضاة خوسي ماريا أثنار أمام محكمة دولية. مرقد رحمة يوجد اليوم في تلك المقبرة الصغيرة لبلدة بليونش على حافة مضيق جبل طارق. قليلون هم الذين يتذكرونها، وقليلون من أولئك الذين يتذكرونها يعرفون قدرها. لنُعد إلى الحكاية من أولها لكي نكتشف رحمة أكثر. في شهر يوليوز 2002، وضع المغرب بضعة جنود على جزيرة منسية في مضيق جبل طارق، على بعد بضعة أمتار من اليابسة. اهتزت المشاعر الوطنية للإسبان إثر ذلك واعتبروا أن المغرب احتل جزيرة إسبانية. بعدها، كبرت القضية وتدخلت بلدان كبرى، بينها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا من أجل الحيلولة دون نشوب حرب مفتوحة بين الرباط ومدريد. ثم هاجمت القوات الإسبانية الجزيرة، وتم أسر جنود مغاربة واقتيادهم إلى سبتة. وبعد مفاوضات عسيرة، عاد وضع الجزيرة الصغيرة إلى ما كان عليه، ونسي الناس أمرها وكأنها لم تكن. المغرب وإسبانيا لم يخسرا شيئا في تلك «الحرب» المحدودة؛ وحدها تلك المرأة الجبلية البسيطة خسرت كل شيء، ثم رحلت عن هذا العالم وذهبت معها كل أحلامها. كانت رحمة أذكى طرف في ذلك النزاع الغبي. صحيح أنها لم تقرأ فنون التواصل والإعلام، ولم تدرس في جامعات فرنسا أو أمريكا، لكنها استضافت كبريات وسائل الإعلام العالمية وكبار الصحافيين العالميين في بيتها المتواضع وصنعت لهم «براريد» الشاي الأخضر وأخبرتهم بسر خطير. قالت لهم إن الجزيرة لا هي تابعة لإسبانيا ولا هي تابعة للمغرب. وقبل أن تكتمل دهشة الصحافيين أردفت قائلة إن تلك الجزيرة جزيرتها هي، إنها لها.. لا لأحد غيرها. كانت رحمة واعية بما تقوله.. لقد توارثت تلك الجزيرة أبا عن جد. وطوال قرون، لم يلتفت لا المغرب ولا إسبانيا إلى هذه الجزيرة. إنها جزيرتها بالتاريخ والقانون. رحمة هي أيضا الضحية الوحيدة لذلك النزاع الدولي، لأنه في تلك الليلة الظلماء التي نزل فيها أفراد الوحدات العسكرية الخاصة للجيش الإسباني على ظهر الجزيرة، كانت كل رؤوس الماعز التي تملكها رحمة تنام بين الصخور والأحراش بعد أن ملأت بطونها خلال النهار. كان هدير وريح طائرات الهيلوكبتر لا يحتملان، ففزع القطيع المسكين وارتمى في الماء هلعا. كانت حصيلة ذلك التدخل واضحة: كثير من القتلى كلهم من الماعز.. وكل رؤوس الماعز في ملكية رحمة. في ذلك النزاع الدولي فقدت رحمة كل شيء، لذلك قررت أن ترفع قضية لدى محكمة العدل الدولية ضد رئيس الحكومة الإسبانية آنذاك خوسي ماريا أثنار، ليس لأنه قتل ماعزها فقط، بل لأنه اعتدى على جزيرتها. كانت المرأة جادة في ما تقوله، لكنها لا تعرف القراءة والكتابة، وانتظرت لسنوات أن تقف إلى جانبها منظمات حقوق الإنسان المغربية والإسبانية. قضيتها انتقلت إلى الصفحات الأولى لكبرى الصحف الإسبانية والمغربية، والقنوات التلفزيونية العالمية تحدثت عنها وقدمتها على أنها الضحية الكبرى لنزاع غبي. لكن الأيام مرت، وتلتها سنوات، ونسي الناس رحمة كما نسوا جزيرة ليلى، ودفنت الدولة المغربية رأسها في الرمال، ولم تتلق رحمة أي تعويض، وسارت السنوات سريعة وانزوت المرأة في بيتها المتواضع تتأمل هذا العالم الغريب. وفي يوم من أيام الله من غشت الماضي، أسلمت روحها إلى بارئها، وسار في جنازتها معارفها وأهل قريتها، وغاب الآخرون.. الآخرون كلهم. اليوم، من أجل تذكر هذه المرأة، يجدر بالمغاربة أن يلتفتوا إليها بمبادرة بسيطة لكنها بالغة الأثر.. يجب، منذ اليوم، أن نطلق على جزيرة ليلى اسم «جزيرة رحمة». نحن لا نعرف ليلى ولا من تكون، أما رحمة فنعرفها كما نعرف أنفسنا. من الآن فصاعدا، يجب أن نطلق على تلك الجزيرة اسم «جزيرة رحمة».. وليرحم الله رحمة.. وليرحمنا جميعا.

السبت، 22 أغسطس 2009

تجمع المدونين المغاربة من أجل ترسيخ تدوين فاعل

مصطفى لمودن منذ عرف "تجمع المدونين المغاربة" ولادته الحقيقية في فاتح مارس 2009، وتشكيل مكتب تنفيذي ومجلس إداري في أفق عقد مؤتمر وطني يحضره كافة المدونين المغاربة الأعضاء، ما فتئ هذا المولود الجمعوي الجديد، يدشن المبادرات النوعية التي تعكس طموحات كافة أعضائه من أجل تدوين فعال في مستوى اللحظة التاريخية التي يمر منها المجتمع المغربي، وليتحمل المدونون مسؤوليتهم كاملة في النقاش المجتمعي ونشر الأخبار بكل موضوعية، بالإضافة إلى لعب دورهم في المجال المعرفي والثقافي عموما، فالتدوين ليس "لعب أطفال" أو مزحة. ولعل أول المبادرات التي لقيت ترحيبا وتجاوبا هي القيام بحملة تدوينية موحدة حول موضوع "أطفال لا يخيمون"، بحيث وجهت الدعوة من قبل المكتب التنفيذي لتجمع المدونين المغاربة غبر بلاغ رسمي إلى كافة المدونين المغاربة من أجل المساهمة في لفت الانتباه إلى شريحة واسعة من الأطفال في المغرب، ليس من نصيبها قضاء فترة تخييم ضرورية بعد سنة دراسية طويلة وشاقة من أجل رد الأنفاس، وقضاء وقت آخر مختلف عن كل حياة عادية، بل متعبة أحيانا بالنسبة للكثير من الأطفال الذين تفرض عليهم ظروفهم الاشتغال طول فترة العطلة الصيفية، سواء بالقرى أو بالمدن، وفي نفس السياق سيدعو تجمع المدونين المغاربة إلى حملة تدوينية أخرى في أجل قريب، سيعلن عن موضوعها حينه.وكان من نتائج الحملة التي خيضت على شكل واسع ومنظم تلقي تجمع المدونين المغاربة رسائل كثيرة، إما مساندة ومتضامنة أو منها من يقترح تقديم مساعدات، فهذا مدير مخيم يقترح استقبال عدد من الأطفال الذين لا تسمح لهم ظروفهم بالتخييم، وهذا مدير دار شباب في إحدى المدن يقترح الانخراط في العملية ويعطي حلولا عملية من جانبه، ومواطن آخر فضل تقديم غلاف مالي، دون ذكر بقية المقترحات، وفي هذا الإطار تلقى تجمع المدونين المغاربة دعوة للمشاركة في " اليوم الوطني للجالية المغربية المقيمة بالخارج" من طرف الوزارة المكلفة بالقطاع المعني، وقد مثل الجمعية في اللقاء المذكور مريم التيجي وتقي الدين تاجي، وقد عرف نادي بنك المغرب يوم الاثنين 10 غشت حضور ما يفوق ألف مشارك من ممثلي مختلف جمعيات المغاربة المقيمين بالخارج، وكذلك بعض ممثلي الجمعيات الناشطة في داخل المغرب، كما حضر الملتقى ثلاث وزراء هم أحمد توفيق احجيرة وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية، وجمال أغماني وزير التشغيل والتكوين المهني، ومحمد عامر الوزير المنتدب المكلف بالجالية المقيمة بالخارج، وقد ألقى هذا الخير كلمة ركز فيها على الدور الإيجابي الذي تلعبه جمعيات المهاجرين المغاربة من أجل المشاركة في التنمية المحلية بالمغرب، وفي الجلسة العامة المنعقدة في فترة الصباح تم "عرض خلاصة الدراسات حول مبادرات جمعية المغاربة القاطنين بالخارج في أوراش التنمية المحلية بالمغرب، بالإضافة إلى استعراض تجارب وكالات التنمية بأرض الوطن…" كما جاء في مدونة تجمع المدونين المغاربة، أما الفترة الزوالية فقد خصصت لأشغال ورشتين، الأولى حول "العوائق والمكتسبات واقتراحات من أجل تحسين مبادرات التنمية المحلية"، والثانية اتخذت موضوعا لها" الإطار التنظيمي للشراكة في مجال التنمية المشتركة"، وأضاف تقي الدين تاجي المعد للتقرير أن مشاركة تجمع المدونين المغاربة كان القصد منها الانفتاح على المحيط الخارجي، و"فرصة للقاء مع جمعيات للمغاربة القاطنين بالخارج وأخرى تنشط بالداخل، في أفق نسج علاقات شراكة…" ولعل أبرز نشاط قام به تجمع المدونين المغاربة هو تأطير ورشة تكوينية لأطر وأطفال المخيمات حول التدوين وكيفية إنشاء مدونة، فقد كان موعد مخيم "راس الرمل" بالعرائش أول محطة، في ليلة الجمعة 14 غشت وبعد الترحيب الخاص الذي يقدمه المصطافون للزوار حسب ما جرت به العادة وبعد الانتهاء من النشاط المبرمج من طرف الإدارة التربوية للمخيم، عقد لقاء مع الأطر كان الغرض منه خلق وشائج التقارب والتعارف بالإضافة إلى التعريف بالتدوين عموما وتجمع المدونين المغاربة وببعض أنشطته…وفي فترة الصباح من اليوم الموالي، السبت 15 من نفس الشهر فقد تم تنشيط ورشتين بالتتابع، الأولى خاصة بالأطفال، وتلتها بعد ذلك أخرى خاصة باليافعين، انقسمت الورشة إلى شطرين، بحيث كان لابد من تقديم نظري، حول التعريف بالمدونة، الانتشار المضطرد للمدونات والتزايد الواضح للمدونين يوما بعد آخر، دور المدونة في نشر إبداعات صاحبها، بالإضافة إلى إمكانية قيامها بدور تواصلي على مختلف الأصعدة الثقافية والفنية والاجتماعية… ونشر أخبار محلية لا تجد لها مكانا في وسائل إعلام أخرى… هذا بالإضافة إلى انتشارها على مستوى واسع في العالم بأسره، وإمكانية الاطلاع عليها في كل مكان يصل إليه الانترنيت، وتوفرها على حيز كبير يسمح بنشر المكتوب والمصور، كذا بقاء أرشيفها مفتوحا في وجه الجميع طول الوقت، كما أنها غير مكلفة، ولا تتطلب شركة لتوزيعها على القراء كالجريدة المكتوبة، ولا تقتضي ورقا أو مدادا… تقديم حفز الجميع على خلق مدونة. بعده انتقل المؤطرون إلى التطبيقي من خلال إطلاع المشاركين على كل متطلبات إصدار مدونة ومراحل ذلك… وقد شارك في نشاط العرائش كل من إدريس هبري، تقي الدين تاجي، عمر إدحماد، مصطفى لمودن، وتعذر لأسباب قاهرة وفي آخر لحظة حضور مريم التيجي وحسن حجاج، وقد شكر تجمع المدونين المغاربة في الختام "جمعية الشموع" التي أتاحت مثل هذه الفرصة، كما كان لنا مع رئيسها محمد غفري لقاء حول المخيم الذي تقيم فيه جمعيته، وحول مشاكل التخييم عموما، علما أنه راكم تجربة طويلة في ذلك، وله مقترحات وجيهة من أجل تحسين مستوى المخيمات لما فيه صالح الطفولة المغربية. ما تزال تتنظر تجمع المدونين المغاربة مهام أخرى سطرها في برنامجه، وقد كان يمكن إنجاز الكثير منذ مدة لولا التأخر غير المبرر لمنحه وصل الإيداع القانوني من قبل سلطات الرباط، وهو المبرر الموضوعي الذي جعل بعض المقترحات لا ترى النور لحد الآن، من مثل الحلول المشار إليها أعلاه حول إشراك "أطفال لا يخيمون" في مخيمات فعلية.

الحوار المتمدن - العدد: 2746 - 2009 / 8 / 22

الخميس، 6 أغسطس 2009

بــــــــــــــــــلاغ / RBM

تجمع المدونين المغاربة
RBM

بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلاغ




انعقد بالرباط يوم الأحد 2 غشت 2009 اجتماع عاد للمكتب التنفيذي لتجمع المدونين المغاربة، ومن ضمن النقط التي تدارسها؛ التأخر غير المبرر من أجل الحصول على وصل الإيداع القانوني من لدن السلطات المحلية بالرباط، والوقوف على مجريات الحملة التدوينية التي يخوضها أعضاء التجمع حول موضوع "أطفال لا يخيمون"، تقييم مشاركة "التجمع" ضمن القافلة التضامنية المنظمة من طرف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى خنيفرة في 12 يوليوز المنصرم، وقد تطرق أعضاء المكتب إلى المستوى الذي وصل إليه تنفيذ مجمل القرارات المتخذة في وقت سابق، خاصة لقاء القنيطرة المنعقد في 05 يوليوز2009، وعليه يخبر تجمع المدونين المغاربة الرأي العام وكافة المدونين المغاربة بما يلي:
1ـ تشبث تجمع المدونين المغاربة بحقه في الحصول على وصل الإيداع القانوني، وحرصه على ممارسة العمل الجمعوي وفق القوانين الجاري بها العمل.

2ـ التأكيد على حق التنظيم وحرية التعبير، والتنسيق مع مختلف الهيئات الديمقراطية و الحقوقية وفعاليات المجتمع المدني ذات الأهداف المشتركة.

3ـ الارتياح لمستوى المشاركة ونوعيتها ضمن القافلة التضامنية إلى خنيفرة، سواء عبر التمثيلية المشرفة لأعضاء المكتب التنفيذي، والتغطيات التدوينية المنجزة بالمناسبة.

4ـ التقييم الإيجابي للحملة "التدويينة" حول "أطفال لا يخيمون" التي وجدت صدى واسعا لها، وتجديد الدعوة لكافة المدونين المغاربة قصد المساهمة في ذلك إلى حدود 21 غشت الحالي، في انتظار انطلاق حملة أخرى سيعلن عن موضوعها وزمنها لاحقا.

5ـ الحرص على تنفيذ كل البرامج المقررة رغم كل الصعوبات، خاصة المشاركة في تأطير مخيمات صيفية للأطفال حول "التدوين"، والإعداد لندوة وطنية حول "الإعلام البديل".

6ـ مراسلة إدارة كوكل (قسم التدوين Blogger ) للاستفسار عن ظروف حذف مدونة الصحيفة الإلكترونية لسيدي يحيى http://ya7yawi.blogspot.com إثر تلقينا مراسلة من طرف المشرف عليها السيد حميد همة يطالب فيها المآزرة لاسترداد المدونة، وقد استجابت إدارة الموقع لمراسلة التجمع وأعادت فتح المدونة المذكورة، مؤكدة أنها لم تقم هي بالحذف.

7ـ دعوة المدونين المغاربة إلى الالتفاف حول جمعيتهم "تجمع المدونين المغاربة" لما يخدم مصلحة التدوين ونشره والدفاع المنظم عن حرية التعبير. وجعل مدونة التجمع محور تواصلنا جميعا
(http://maghrebtadwin.maktoobblog.com/)

وقد حرص أعضاء المكتب التنفيذي للتجمع على تقديم أحر العزاء للأخ إدريس هبري رئيس التجمع في وفاة أحد أعز أصدقائه لديه، كما تمنى الجميع الشفاء العاجل لأم الأخت الشاعرة مالكة عسال عضوة المكتب التنفيذي للتجمع.

المكتب التنفيذي
الـــرباط في : 2 غشت 2009

الاثنين، 3 أغسطس 2009

المعذبون في الارض بقلــ مريم التايدي ــم

في 25 يوليو 2009 الساعة: 13:17 م

المعذبون في الارض

بقلــ مريم التايدي ــلــم

=================================



في الطريق إلى منابع ام الربيع


لا زال منظر اولئك الاطفال يطاردني ..اتذكر انه وقتها حرمني النوم ، وكنت اظن أنني نسيت الموضوع ، لكن ما إن اطلق تجمع المدونين المغاربة حملته حول "أطفال لا يخيمون " ..حتى بدات كل مشاهد البؤس التي رايتها ..وكل الاطفال المحروميين الذين صدفتهم في حياتي تلاحقني ، وتلح علي أن أكتبي عنا "فنحن المعذبون في الارض "



إنه بالضبط صيف 2007 ، حين قررت أنا وأسرتي الصغيرة الاقامة خلال العطلة الصيفية بمدينة إيموزار ، وكل من يعرف المدينة الصغيرة والجميلة ، يعرفها أنها منتجع صيفي للتخييم بامتياز ، ولا يمكنك التجول فيها دون ان تلتقي بافواج الاطفال المخييمين ، من جميع الهيئات ، بلباسهم الموحد وصفوفهم المرصوصة واناشدهم العذبة ،إنهم يؤثثون مشهد المدينة ، شيء جميل …مفرح ..لكن لا يمكن أن تظل في المدينة الصغيرة طول الوقت ، فلا بد أن تزور الاماكن المحيطة بها ، عين فيتيل حيث الاطفال أيضا يبعثون فيك السعادة …إفران …


في أحد الايام قررنا أن نزور منابع ام الربيع


وهناك ستنقلب الصورة الجميلة التي راقصت العيون


وسنصادف على الطريق اطفال


لا تظهر لملابسهم ألوان


ولا تظهر على وجوهمم ملامح


استوقف الصغير السيارة ولكم أن تتوقعوا سنه فقامته بالكاد تصل لزجاج النافذة


يحمل بيده سلة صغيرة من التين


لا يعرف إلا لغته المحلية ، لم استطع التواصل معه ، لكني عرفت أنه يريد بيعنا التين


تالمت من المشهد خصوصا وأن ابني الصغير الذي لا يكبره إلا بالقليل يطرح علي أسئلة محرجة


ماذا يفعل الصغير ؟




لماذا هو هكذا ؟ اين أمه؟..اسئلة بريئة تتعمق عندي لتصبح ، لماذا هذه المنطقة معزولة ؟ أين المسؤوولين ؟ اين الدولة ؟ أين الوزارة الوصية ؟ أين البرامج الحكومية


أطفال اخرون لا يعرفون إلا كلمة "درهم" للدلالة على أنهم يريدون المساعدة


تخاف ان تصدمهم بالسيارة وهم يعترضون الطريق


يشعرونك بالحنق والغضب من نفسك وأنت تمر بينهم


طريق عشوائي ..سكن عشوائي وحرارة مفرطة ..لا خضرة في المكان وتظهر أثار منابع للمياه بترسبات بيضاء


انها جافة ، لكن ها أصلا ينابع مالحة


هؤلاء الاطفال اصدقائي لا يجدون ما ياكلون ، لا يجدون الماء الذي جعل الله منه كل شيئ حي


لا يجدون ماءا للاستحمام وغسل الملابس


لا يجدون ما يشربون ،حتى ينابعهم المالحة اصبحت جافة لا يستطعون لها طلبا


منهم فتيات في عمر الزهور بريئات ، لا يملكن الا أوجها مستديرة واعينا براقة يقفن يتأملن السيارات الفارهة التي تمر من الطريق والتي لا تمر إلا قليلا ، يصرخن وكانهن يشاهدنها لاول مرة ، وكان الحياة تطل عليهم من الغبار الذي تتركه وراءها ..لا أدري ما اقول ..ولا اتذكر كل ما رايت ..ما لا أستطيع أن انساها هو أنني ذرفت دموعا غزيرة في ذلك اليوم ، وشعرت بحنق شديد


فقد كنت اعتقد أنني اعرف الفقر ، عشته وعايشته ، لكن في الطريق الى منابع ام الربيع


اكتشفت فقر الفقر ..إنه العوز ..إنها الفاقة ..إنه بحق مغرب عميق عميق جدا ،


بالم شديد تابعنا المسير


وستكون المفاجاة كبيرة عند الوصول إلى المنابع



فهنا الماء عذب فرات


يتدفق ..يتدفق ويحدث دويا


يحدث البهجة و السرور


ينبع بقوة ..يحدث المعنيين "أنا هنا" "انا موجود"


فكيف يعقل أنه على بعد يوجد أطفال يموتون من العطش و من العزلة


أفهموني ..ما هذا



http://maraya10.maktoobblog.com/1605157/المعذبون-في-الارض/