الجمعة، 2 أكتوبر 2009

قم للمعلم وفه التاجيرا / كاد المعلم ان يكون فقيرا

المعلم في معناه العام هو كل من يمارس مهنة التعليم بغض النظر عن المراحل والمستويات التي يتم فيها هذا التعليم ، فالمعلم ليس هو فقط من يعلم مبادئ القراءة والكتابة ، وانما ايضا مختلف "الصنائع " والعلوم النظرية والتطبيقية في سائر التخصصات ، ولهذا نجد تسمية "معلم " في الثقافة العربية الكلاسيكية كانت تطلق احيانا فيراد بها العلماء والمفكرين من حاملي العلم وناشريه بين تلامذتهم ، فنجدهم مثلا يطلقون تسمية « المعلم الاول » على الفيلسوف اليوناني ارسطو ، و" المعلم الثاني " على الفيلسوف العربي الثاتي الفارابي ، وهكذا . . . وقريب من الاستعمال ما نجده عند ابن خلدون في «مقدمته» حين يتحدث عن تعليم العلم باعتباره من جملة الصنائع التي يقوم عليها العمران البشري حيث يربط بين العلم والتعليم وحملة العلم الذين يمارسون « صناعة» التعليم ( المعلمون ) ، وربما يكون الشاعر احمد شوقي حين قال بيته المشهور ::قم للمعلم وفيه التبجيلا # كاد المعلم ان يكون رسولا:: .
كان يقصد هذا المعنى العام للمعلم كحامل للعلم ولرسالة " نبوية " . مما ينبغي معه احترام " المعلم " وتقدير دوره ، وتوفير الشروط المادية والمعنوية له حتى يستطيع اداء رسالته ، لكن الذي يحدث عندنا هو عكس هذا الاتجاه تماما ، وخاصة بالنسبة لمعلمي المراحل الاولى من التعليم الابتدائي والاعدادي . اذ تجد الواحد منهم ممن قضى نصف عمره في الخدمة ولا يمتلك حتى سكنى متواضعة ، اذ لازال مرتبه الهزيل يذهب اكثر من نصفه الى الملاكين العقاريين ، واصبح « السماسرة » يحتاطون من" المعلمين" بعد ان كانوا يتهافتون عليهم لالتزامهم بالاداء!
اما بقال الحي وصاحب مقهى ، فهما الاخران اصبحا ينظران الى " المعلم " نظرة تردد واحتياط بعد ان كان لديه من لديهما من الزبناء المثاليين ! اما عن الصحة والدواء ، فالوضع لايقل عجزا وترديا واعرف بدوري واحدا ممن اصيب احد اطفاله بمرض عجز عن توفير المبلغ المطلوب فظل ينتظر الحصول على شهادة الاحتياج او الضعف الى ان توفي ابنه ، وقيل له حينئذ انه باعتباره في سلك الوظيفة العمومية فلا يحق له الحصول على هذه " الشهادة ".
واعرف منهم من استبدل شرب "الروج" بمادة "لانكول" وقس على ذلك من امثلة لاتحصى ولاتعد ...
اما عن " الكتاب والانترنت " لتوسيع التكوين وللاطلاع على ما جد في الفكر والعلوم ، فان المعلم اصبح امام ارتفاع اثمنة الكتب والانترنت عاجزا يكتفي بقراءة العناوين في واجهة المكتبات اذا كانت مدينته تتوفر على مكتبات وهي قليلة ومعدودة على اصابع اليد ، والامثلة كثيرة ايضا قد لاتتسع لها المجلدات من خمسة اجزاء ... فمن المعقول والحالة هذه وحتى يستطيع المعلم في الجبل والسهل في المدينة وفي الدوار ان يؤدي رسالته التربوية والتعليمية والاعتناء بهذه الفئة والاستجابة لمطالبها التي لاتتضمن فقط مطالب مادية ولكن ايضا مطالب معنوية لاتحتاج الى غلاف مالي بقدر ما تحتاج الى ارادات ، فلنقم لهذا المعلم احتراما وتبجيلا لمعاناته من اجل اداء رسالته ولننصت لمطالبه ، لاننا بهذا القيام والاحترام والاعتناء نعتني باجيال من الاطفال والشباب الذين سيكونون مغرب الغد .
De: med belgmimi tac_bel4290@yahoo.fr

الخميس، 1 أكتوبر 2009

حوار

- آلو
- مساء الخير
- مساء النور من معي؟
- امرأة
- أعرف لكن أي امرأة أنت؟؟
- لن تعرفني
- و ماذا تريدين مني؟
- ممكن أسألك سؤال؟؟
- تفضلي
- ماذا يعني المطر بالنسبة إليك؟
- يعني الحياة كلها
- إذن لماذا تختبئ في بيتك؟
- لأنني جبان ..أخاف من كل ما هو جميل
- لماذا؟
- لا أعرف ..لكن من تكونين؟
- مجرد امرأة و لن تعرفني
- أي حواء منهن؟
- أردت الهروب من غربة تطوقني و لو للحظة وجيزة
أو قل أردت أن أتسلى بعض الشيء و ضغطت على
رقمك بلا مبالاة أعني رقم هاتفك الذي لا أتذكره الآن
- و ماذا تريدين بالضبط؟
- هل تسمح لي بدردشة وسط هذا الليل الممطر
- و ماذا سنحكي؟
- نتكلم في أي شيء المهم هو أن تساعدني لأفسح قليلا
خارج قضبان الغربة التي تطوقني الآن مثلا
أنا أعيش وحيدة منذ سنتين في قلب مدينة كبرت بسرعة
وصار أهلها لا يعرفون بعضهم البعض..هل أنت مثلي؟
- ليس تماما … و لكن
- ولكن ماذا؟
- أنا الآن شخص بين البداية و النهاية ألفت غربتي و ألفتني
- أعتقد أننا متساويان
- لا أظن ؟؟
- لماذا؟؟
- أنت تتحينين الفرصة للهروب من الغربة و أنا
لذت بها و احتميت فيها
- غريب(؟؟؟) لا شك أنك تجر خلفك ذكريات حزينة؟
- بكل بساطة أعيش على أنقاض كابوس رهيب
- هل شاهدته بالليل أم بالنهار ؟؟
- في واضحة النهار الصافي كليل خريف ممطر
- كيف تقضي وقتك؟
- أخط حزني على الورق و أتقمص أدوار الأسطورة المنسية
- و لا تريد أن تغير الجو؟
- لا أريد
- إذن أنت مخير لا مضطر؟؟
- سبق الاضطرار الاختيار.