
موسيقى كناوة تجاوزت الحدود المغربية، فهي ليست مجرد موسيقى عادية إنها مشحونة بالإرث الحضاري الإفريقي تحاور الروح ويغازلها، تقوم بدورها الروحي من خلال الإيقاعات والألوان والقرابين و البخور، و الوسائط الخفية الأخرى، و تعتبر وسيلة لمعالجة المس الجان
الموسيقى الكناوية لها أدواتها و طقوسها و إيقاعاتها الخاصة، حتى الآلات الموسيقية التي يعتمدها الكناوي هي آلات جد بسيطة و غير معقدة:

الكنبري أو السنتير = آلة وترية من ثلاثة حبال تصنع من معي الماعز
كانكا = الطبل
القراقش = صنوج حديدية

شخص الكناوي له لباسه الخاص، كما أن طقوسه هي التي تفرض نوعية اللون و الذي من دون توافره لا يكون الحفل الطقوسي كامل الشروط والمقاصد
و من أهم الشروط التي تتم مراعاتها عند اختيار لون الزي هو احترام الألوان الخاصة بــ الملوك، أي ملوك الجان الذين يؤمن بهم كناوة خصوصا اللونين الأحمر والأزرق حتى يتم حصول البركة و تجنب سخط الجان
الحفـــل: يسمى الحفل الذي يقام على شرف ملوك وملكات الجان الدردبة أو ليلة الدردبة ، أو كما نسميه اختصارا بالليلة أما الملوك الذين يحظون بالتقدس من طائفة كناوة فهم: لالة مليكة، لالة ميرة، لالة جميلة، سيدي حمو، سيدي ميمون
و هناك عدة مناسبات أخرى في أعراف و تقاليد الطائفة تستغل لاستحضار الأرواح العليا، لغرض توسل تدخلها لقضاء بعض المطالب ذات الطابع السحري
و عملية التقرب من ملوك الجان لها طقوسها الخاصة، و شروط مضبوطة و غير قابلة للنقاش
الذبيحة: و هي ثلاث درجات عجل أو جدي أو ديك
البخور: تبخير مكان الذبح بالبخور السبعة
و هناك شروط أخرى سنأتي على ذكرها حسب موقعها على خريطة كناوة الغنية بالتراث و الفلكلور المغربي الغني بتعدده و تجانسه

يتميز طائفة كناوة بطقوس يمتزج فيها الإرث المحلي الصوفي مع ثقافة الزنوج لها علاقة وطيدة مع عالم الغيبيات و الأرواح و الجان وتأخذ طابعا يمزج بين التراتيل الدينية التي تمتدح الله والرسول و الطقوس والتراتيل الخفية و تأتي في مقدمة هذه الطقوس الاحتفالية الدردبــة و في التعبير الكناوي تعتبر ليلة الدردبة هي قمة الاحتفال بجيلالة ملوك الجان البيض أو كما يحلو للمغاربة أن يسميهم مّالين لمكان. (يتبع