السبت، 4 أغسطس 2012

قرار الأمم المتحدة وماذا بعد ؟


بقلم المدون عبدالرزاق بنمحمد
في اعتقادي أن العالم الذي نعيش فيه اليوم قد أعلن عن إفلاسه أخلاقيا وسياسيا ، حيث فقدت الديبلوماسية فيه رونقها وجماليتها، المادية والمعنوية.
عندما دخل العرب الفاتحين إلى الامم المتحدة،رافعين فوق أسنة رماحهم خرقة الهزيمة ، فحولوها بأموالهم وبنفطهم ووعودهم السرية والعلانية إلى مركز للسمسرة وشراء الذمم ،وتحول بقدرة قادر أمينها العام إلى ناطق رسمي يدافع عن نشر الظلم في العالم والاعتداء على حرية واستقلال الدول التي تتمتع بسيادتها كاملة، معبرا عن جهل تام بمبادئ القانون الدولي وبميثاق الامم المتحدة.
عندما يصبح مقر الامم المتحدة ، محتلا من طرف أصحاب العمامة ، والمعطرين برائحة البترول المطهر، الموعودين بدخول الجنة ،عندما نشاهدهم وهم يقفزون فوق ظهر أمريكا ، ويؤنبون فرنسا، ويعبثون بمشاعر الانجليز، ويهددون روسيا والصين بالانتقام ، فمعناه أن العالم أصبح في خطر، ولم يعد يحكمه العقلاء، وأن الحكام جميعا قد وضعوا في سلة واحدة، ومصيرهم جميعا مرتبط بعقلية الحاكم العربي، الذي حوله المال إلى طاغية وإلى مستبد، بل عاد إلى طبعه الهمجي ال
معروف به عبر التاريخ، عشق الفوضي وعشق الثأر والانتقام، وعشق الدم المهدور وهو يجري أمامه .
لكل العقلاء أقول أن حكاية سوريا هي حكاية مدبرة، من طرف منظمة عربية أصبحت عاجزة عن الدفاع عن الشرف العربي، وعن الحق العربي ،فاتبعت أسلوب الحمية، وكراء المرتزقة ذاتيين ومعنويين ، وقررت الانتقام من كل صديق اشتمت فيه رائحة ماتبقى من عروبة مبتذله ومهزومة . عروبة اختلط مذاقها بمرارة المآمرة ، وحق الدفاع عن النفس.
اتفق العالم المأجور والمتآمر على الشعب السوري، لكن ماذا بعد ، لقد انكشفت المآمرة، واغتنت قيادة المعارضة السورية، وانشقت قيادتها، كما انشق ما سموه بالجيش الحر، واختلط على حكام المملكة العربية السعودية ودولة قطر شهر رمضان مع شهر نيسان ، وأيهما من يحسب عند العرب من الأشهر امكرمة عندالله.
قالوا لنا ونحن صغار، أن شهر رمضان هو شهر المغفرة والرحمة والثواب، وهو الشهر الذي لايحل للمسلم قتل أخاه المسلم ظلما ووانا عدوانا ، وأنه من الاشهر المقدسة التي على حكومة المملكة العربية السعودية احترامها وتقديسها مادام عيون المسلمين المؤمنين عبر العالم تري في أرض المملكة المقدسة، الطهر والايمان ومفاتيح الجنة.

ليست هناك تعليقات: