الثلاثاء، 30 ديسمبر 2008

القصف الصهيوني على أهداف في قطاع غزة

أقدم لكم مقاطع فيديو بعد رفعها على اليوتيوب للقصف الصهيوني على اهداف في قطاع غزة


 



 اليكم مقاطع فيديو للقصف الصهيوني على اهداف في قطاع غزة!

بداية القصف الصهيوني على أهداف في قطاع غزة اليوم السبت 27/12/2008


آثار القصف الصهيوني لمقر الأمن الوقائي في تل الهوا بمدينة غزة 27/12/2008 - الفيديو الأول


آثار القصف الصهيوني لمقر الأمن الوقائي في تل الهوا بمدينة غزة 27/12/2008 - الفيديو الثاني


آثار القصف الصهيوني لمقر الأمن الوقائي في تل الهوا بمدينة غزة 27/12/2008 - الفيديو الثالث


آثار القصف الصهيوني لمقر الأمن الوقائي في تل الهوا بمدينة غزة 27/12/2008 - الفيديو الرابع


آثاؤ القصف الصهيوني على (برج الأسرى) في منطقة تل الهوا 27/12/2008




 




الاثنين، 29 ديسمبر 2008

بيان


بيان حول العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني


شن العدو الصهيوني منذ يوم السبت 27/12/2008 هجوم على قطاع غزة أدى إلى سقوط أكثر من 300 شهيد و700 من الجرحى
مدونة أطلس المغرب:
تتقدم بالتعازي الحارة إلى أسر الشهداء الذين سقطوا في المجزرة التي تضاف إلى الجرائم ضد الإنسانية التي اقترفها الصهاينة على طول تاريخهم الأسود ضد الشعب الفلسطيني
وتدعو كل القوى الحية المناضلة في المغرب و في العالم العربي الاسلامي و في جميع أنحاء العالم إلى التضامن و التعبئة لخوض كل أشكال النضال من أجل إدانة العدوان الصهيوني الهمجي على أشقائنا الفلسطينيين في قطاع غزة والمساهمة في توفير كل أشكال الدعم الممكنة لسكان غزة وفي نفس الوقت التصدي بحزم لكل محاولات التطبيع مع اسرائيل.
كما تناشدكل القوى الفلسطينية إلى توحيد الصف الوطني وتقوية وتطوير كل أشكال المواجهة مع العدو الصهيوني وفي مقدمتها الكفاح المسلح باعتباره الضمان الوحيد والأساسي والطريق الصحيح لتحرير وطننا فلسطين من الاستعمار الصهيوني
مدونة أطلس المغرب الرباط
في 29/12/2008

الأحد، 28 ديسمبر 2008

صور من قلب غزة الحزين


أكثر من 200 شهيد 400 جريح في غزة


مجزرة صهيونية تحصد أكثر من 200 شهيد 400 جريح في غزة

في غارات شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية اليوم و التي استهدفت كافة المقرات الأمنية للحكومة في قطاع غزة في اكبر مجزرة سقط المئات من الشهداء والجرحى بلغ العدد 225 شهيداً (نسبة كبيرة من الشهداء هم من المدنيين والنساء والأطفال) و نحو 400 جريح بينهم 120 جريحا وصفت جراحهم بالجد خطيرة فيما وصفت جراح الباقين ما بين متوسطة وطفيفة
وأكدت مصادر من عين المكان أن أكثر من 80 شهيد وصلوا إلى المستشفيات عبارة عن أشلاء، و ما زال عشرات الضحايا تحت الأنقاضكما أشارت المصادر إلى وجود نقص حاد في الأدوية ومستلزمات الإسعافات الأولية وكافة العلاجات اللازمة للعمليات الجراحية العاجلة كما عرفت المستشفيات فوضى عارمة بسبب جثث الشهداء الملقاة بممرات المستشفيات بسبب عدم قدرة ثلاجات الموتى على استيعاب هذا الكم من الشهداء كما تناثر المصابون في الممرات وأقسامها المختلفة وحسب معلومات توصلنا بها فإن إن ما يجري عبارة عن حرب حقيقية، حيث شمل القصف الصهيوني العديد من المقرات الأمنية على امتداد قطاع غزة، كما أن العدوان تزامن مع وقت الذروة أي وقت خروج الطلبة من مدارسهم، مما أدى إلى سقوط العشرات من الشهداء بشكل جماعي، فقد قامت طائرات حربية إسرائيلية من طراز اف 16 باستهداف أحياء سكنية في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة
وتم قصف أكثر من ثلاثين هدفا، بداية بالمقر الرئيسي لجهاز الشرطة حيث كان يقام احتفال تخرج الضباط
بعد ذلك توالت الانفجاريات في أنحاء متفرقة من غزة والمحافظتين الوسطى والجنوبية وشمال القطاع، وأطلقت المروحيات الإسرائيلية في ذات الوقت صاروخاً سقط في ملعب الجامعة الإسلامية وسط مدينة غزة، ما يعني انه بإمكان الجيش الإسرائيلي استهداف مقر الجامعة التي يدرس بها قرابة 18 ألف طالب وطالبةو إلى حدود الساعة لا تزال غزة تئن تحت العدوان خاصة أن الطيران العسكري ما يزال يحلق في سماء القطاع

الجمعة، 26 ديسمبر 2008

استقالة الراضي تثير زوبعة داخل الاتحاد




أصبح التزام عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، بالاستقالة من منصبه في وزارة العدل، في خبر كان، بعد تجديد الملك محمد السادس لثقته في وزير العدل خلال استقباله له أول أمس. ومن المقرر أن يكون الراضي قد اجتمع مع أعضاء المكتب السياسي مساء أمس، ليشرح لهم ملابسات وحقيقة تجديد الثقة فيه، وفضل عدد من أعضاء المكتب السياسي للاتحاد تأجيل التعليق على «تجديد الثقة» إلى حين استماعهم إلى توضيحات الراضي. وكان وزير العدل الاتحادي قد لعب أوراقا قوية خلال ترشحه لمنصب الكاتب الأول للاتحاد خلال المؤتمر الثامن، أبرزها التزامه بالاستقالة من منصبه في وزارة العدل في حالة فوزه بمنصب الكاتب الأول، اعتبارا لكون منصب الكاتب الأول يتطلب «تفرغا كاملا وتكريسا لكل الجهود للنهوض بها»، حيث أكد أنه سيوجه رسالة إلى الملك يطلب فيها الاستقالة، وأشار في تصريح مكتوب إلى أن إقدامه على الترشيح لقيادة الاتحاد «يتطلب تفرغا كاملا وتكريسا لكل الجهود للنهوض بها». كما التزم الراضي بتسيير الحزب لفترة انتقالية لا تتجاوز سنتين. وكانت هذه الالتزامات القوية سببا في استمالة عدد من الأصوات الاتحادية التي رغم أنها كانت تصنف الراضي في خانة «رجل المخزن» و«المسؤول عن تدبير المرحلة السابقة»، فإنها رأت في إشاراته القوية إلى الاستقالة دافعا للتصويت عليه. ووضع بلاغ للديوان الملكي صدر أول أمس حدا للجدل حول استقالة الراضي، حيث جاء فيه أن الملك محمد السادس أكد وثوقه في جدارة وزيره في العدل، وأنه طلب من عبد الواحد الراضي، وزير العدل والكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مواصلة القيام بمهامه للاضطلاع بأمانة الإصلاح العميق للقضاء. وأنه خلال هذه المقابلة قدم عبد الواحد الراضي، بصفته وزيرا للعدل، للملك محمد السادس مشروع مخطط لإصلاح القضاء. ورفض محمد اليازغي، وزير الدولة والكاتب الأول السابق للاتحاد، التعليق على قرار «تجديد الثقة»، واكتفى بالقول لـ«المساء» إن «بلاغ الديوان الملكي واضح». وكان اليازغي من أشد المدافعين عن بقاء الراضي في منصب وزير العدل، حيث كان يعتبر أن خروج الراضي من الحكومة وهو كاتب أول سيضعف الحزب. كما رفض كل من إدريس لشكر ومحمد بوبكري، عضوا المكتب السياسي، التعليق على «تجديد الثقة»، وفضلا الاستماع أولا لتوضيحات الكاتب الأول. وتوقع مصدر اتحادي أن يمر اجتماع المكتب السياسي عاصفا، وأن يخلف هذا المستجد أزمة أخرى داخل الحزب، خاصة وسط دعاة «استقلال القرار الحزبي». وقال مصدر اتحادي لـ«المساء» إن رفض الملك استقالة وزيره في العدل، من شأنه أن يجعل الراضي أمام خيار آخر هو الاستقالة من الكتابة الأولى في حالة الضغط عليه من المكتب السياسي. وكانت مصادر اتحادية أكدت لـ«المساء» أنه كان يفترض أن يقدم الراضي استقالته أواخر هذا الشهر، وأن معظم أعضاء المكتب السياسي كانوا يرون أن وفاء الراضي بالتزاماته، من شأنه أن يعزز الثقة في الحزب وقيادته.

السبت، 20 ديسمبر 2008

كل مساء


كل مساء
أحتاج لموسيقى
تخترق صمتي
أسمع كناوة
لأنها قوة و سلام
أداعب البحر
أحدثه عن موعد الفجر
حين ينكسر القيد
و يرحل الوجع
الريح وجهتي
تأخذني لمدارك السنا
أرتع الهوى في المجرى

يتجدد حلم قديم
لا يفي بنبض الروح
بين صخر و موج
بلا سماء
بلا أرض
لا شكل
لا لون
تهشم مرايا القيد
و تندثر

الجمعة، 12 ديسمبر 2008

الاتحاد الاشتراكي و الفشل

مر شهر و نيف على عقد حزب الاتحاد الاشتراكي مؤتمره الوطني و انتخاب الأستاذ عبد الواحد الراضي (وزير العدل) كاتبا أول، و المتتبع لنشاط الحزب سيتطلع إلى التوازنات السياسية المقبلة، وكذالك المفاهيم السياسية التي سوف تسيطر على أفق المشهد السياسي و كذا نوع المطالب التي سيحملها الحزب مستقبلا، فعبد الواحد الراضي ليست له علاقة وطيدة مع السلطة السياسية حتى في الفترات التي كان يعيش فيها حزب الاتحاد الاشتراكي أشد أزماته كان الرجل يحافظ على مكانته وحظوته لدى السلطة و العهدة على رفاق الأمس، ما يجعل الكثير من التساؤلات تطرح حول مصير هذا الحزب ومستقبله السياسي خاصة أن الحزب الذي كان يمثل أول قوة سياسية بالبلاد أصبح اليوم يبحث عن موقع قدم داخل الخريطة السياسية في المغرب وبالتالي يصعب أن نتكهن بخروج الحزب من الحكومة و عودته لصفوف المعارضة السياسية، فهذا الأمر اختلفوا حوله الرفاق و لم يصلوا بعد إلى صياغة اتفاق بشأنه، وبما أن الحزب يحتاج إلى خطاب جديد و غير مألوف بادر قياديوه بإنزال أطروحة سياسية جديدة تحت عنوان: الملكية البرلمانية و التي صادق عليها المجلس الوطني في أطروحته السياسية، والتي تجعلنا نتساءل عن معنى هذا الطرح؟ و ماهو محتواه؟ ولماذا في هذه المرحلة بالذات؟
فأطروحة الملكية البرلمانية لم تأتي بمبادرة من قيادة الحزب بل هو طرح جاء من طرف بعض المناضلين وبالتالي سيبقى هذا المطلب مجرد خطاب على ورق، و الدليل على ذلك يأتي من غياب أي أجندة واضحة لتفعيل هذا الطرح في الميدان، مما يستدعي القول بأن الملكية البرلمانية التي جاءت في الأطروحة السياسية للحزب خلال مؤتمره الأخير لم تأتي من خط وتصور قيادة الاتحاد القديمة الجديدة لمستقبل الحزب و هي ليست سوى وسيلة تم توظيفها في محاولة لإعادة الاعتبار للحزب في النقاش السياسي العام خاصة بعد النتائج المحبطة التي حصل عليها الاتحاد خلال انتخابات2007 و كذالك أزمة استقالة عبد الرحمان اليوسفي والضربات المتتالية التي تلقاها الحزب تنظيميا و نضاليا، مما تنذر بانهياره وانقسامههكذا جاء الحزب بأطروحة الملكية البرلمانية كنوع من التسييس ليعلن لكل الرفاق و الفرقاء السياسيين أنه مازال حاضرا في الساحة وأنه عاد بأوراق جديدة وتصور جديد للمشهد السياسي لكن كل هذا بطبيعة الحال لا يتجاوز مستوى الخطاب أما أجندة الفعل فهي فارغة تماما من أي محتوى، فالكتابة العامة للحزب لم تقرر بعد توجه الحزب سواء في تحالفاته أو في قراءته السياسية كما أن الاتحاد الاشتراكي خرج من حسابات السلطة في تسيير دواليب المشهد السياسي، يوم ودع الأطروحات الاشتراكية وقضايا الطبقات الوسطى التي كانت العمود الفقري و مصدر قوة للحزب على مر تاريخه النضالي، هذه التطورات دفعتنا للتساؤل عن مستقبل الحزب ومكانته في المشهد السياسي المغربي، بعد أن فقد الكثير من شعبيته و معها فقد وزنه الجماهيري ما يجعلنا نخلص بكون أزمة الفشل السياسي التي يتخبط فيها سوف تستمر وبالتالي لن يسترجع الحزب مكانته وسط الجماهير ليشكل بذالك القوة السياسية داخل البلاد

الأحد، 7 ديسمبر 2008

عيد مبارك سعيد

بمناسبة عيد الأضحى المبارك
اتقدم لكل الأصدقاء و الصديقات
بأسمى آيات التهاني والتبريكات والأمنيات السعيدة







أعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية
بالخير و اليمن و البركة
وكل عام وانت بالف خير

الأربعاء، 3 ديسمبر 2008

تديين السياسة و تسييس الدين


تديين السياسة و تسييس الدين كيفما سمي نجد أن هناك اعتراض و تحفظ على ذالك و لكل واحد منا دوافعه و أسبابه تتماشى مع توجهاته، فتيار الإسلام السياسي أو ما يصطلح عليه سياسيا الإسلاموي رغم ما يعرفه من تعدد المنهجيات من تباينات واختلافات في مواقف الموالين إليه من قضايا الدولة كممارسة الحكم والديمقراطية والتعددية الحزبية، فهو يعرف كذلك بثقافة الغلو وفقه البداوة دون أن يجتهدوا في مراجعة النص بما يتوافق مع قضايا العصر الراهنة و فكره الحديث ولا يزال الكثير منهم يتصدى للكثير من القضايا و التي تهم المجتمع و لا تتعارض بتاتا مع قيم الإسلام بفقه الواقع ومنطق العصر كالديمقراطية و الانتخابات، و قد استفاد التيار الإسلاموي من فشل حركة القومية العربية في هزيمة يونيو 1967 ليأخذ دور المصلح المنقذ و يقدم نفسه كمشروع بديل لمشروع الحداثة الناصري، وبعد تجربة ناهزت العقدين من الزمن وجد نفسه في نفق مغلق تميز بفشل مزدوج من القاعدة إلى القمة، و من أبرز سمات هذا التيار:
= على المستوى العقائدي أنه يؤمن بعقيدة الولاء التي تقتضي من جهة المودة والنصرة بين المؤمنين في كل الأحوال ومن جهة ثانية البغض والكراهية ومقاتلة غير المؤمنين، وقد يختلف تيار مع تيار آخر له نفس المرجعية و الأهداف في تحديد المؤمن و الغير مؤمن إلا أنهم يتفقون مبدئيا في حشر اليساريين والعلمانيين و الحداثيين أيّ كانت ديانتهم ضمن الكفار الذين وجب مقاتلتهم
= على المستوى التشريعي، ينطلق التيار من الإعلان عن هدفه الأسمى وهو إقامة الدولة الإسلامية التي تحتكم إلى شرع الله، على اعتبار أن الأنظمة السياسية الحاكمة في بلاد المسلمين ليست أنظمة إسلامية بل هي أنظمة طاغوتية، وإذا كانت بعض تنظيمات تيار الإسلام السياسي تتحاشى استعمال مفهوم النظام الطاغوتي لوصف النظام الحاكم في بلدها فإن أغلب التنظيمات تركز على الطاغوتية كحمولة عقائدية تستوجب الخروج على هذه الأنظمة ومحاربتها بكل الوسائل والسبل، بل إنها تجعل الكفر بهذه الأنظمة ومحاربتها شرط صحة الإيمان

لهذا نجد كل مكونات التيار الإسلاموي تلتقي عند شعار الحاكمية ما يعني رفض الاحتكام إلى الشرائع الوضعية (دستور الدولة) والاقتصار على تحكيم الشرع الذي له السيادة المطلقة، وانسجاما مع مطلب الحاكمية يرفض التيار الإسلاموي اختيار الديمقراطية و التناوب على السلطة كقيم و ثقافة وطنية و حتى إن قبلها بعض مكوناته كأداة فقط فسرعان ما ينقلب عليها حين يتمكن من الوصول إلى الزعامة، فعقيدة الحاكمية عندهم لا تسمح بتطبيق آلية الديمقراطية التي تسمح بالتناوب على الحكم بين الإسلامويين و خصومهم السياسيين، و هكذا نخلص إلى أن التناوب السياسي مرفوض ولا يصح أن يترك للناس الخيار في إتباع أي منهج يشاءون فضلا عن هذا فإن التيار يرفض الإقرار بحقوق الإنسان في مجال الاعتقاد والتفكير بمبرر أنها تناهض الشرع الذي يحكم على المرتد بالقتل و هذا رفض صريح لمبدأ التعددية الحزبية والمساواة في المواطنة فحتى تلك التي قبلت المشاركة في الانتخابات، نجد أدبياتها تنص على منع التعددية الحزبية أما رفضها للمساواة في حقوق المواطنة يستند إلى كون الإسلام لا يقر به على شموليته إذ يتوجب التمييز والتفاضل بين المسلمين وبين أهل الذمة من المواطنين الذين يعتنقون ديانة توحيدية أخرى من جهة و بين معتنقي الديانات الوضعية من جهة أخرى فهؤلاء لا حق لهم في الولاية على المسلمين مهما كانت درجة هذه الولاية، فنموذج الدولة التي يتصورها الإسلاميون لا تسمح بفتح الباب أمام المعارضين للدعوة إلى مبادئهم سواء كان هؤلاء من اليسار أو اليمين أو مستقلين

و اليوم في وطننا المسلم نحن بأمسّ الحاجة إلى تفعيل الديمقراطية و الحداثة التي ستحل محل الموجة الإسلاموية حيث هناك اتجاه عام يفيد بأن لا حل لهذه الأمة إلا بالعمل القويم وبالعلم و إعطاء الجامعة و للمثقفين دور كبير في إرساء قواعد الديمقراطية التي ينبغي أن تهذب بقية الإيديولوجيات الأخرى (قومية عربية أو وطنية إسلامية أو ماركسية) و تخلق منها دولة اسلامية عصرية يتساوى فيه الكل دون ميز في الدين أو الجنس أو اللغة

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2008

القاهرة تساهـم في حصـار غــزة




الوفد المغربي الذي توجه يوم 19 نونبر إلى مصر من أجل تنظيم قافلة تضامنية مع سكان قطاع غزة هادوا إلى أرض الوطن دون أن يتمكنوا من إنجاز المهمة التي ذهبوا من أجلها والمتمثلة في كسر الحصار عن قطاع غزة القابعة تحت الظلام، من خلال تقديم مساعدات طبية عبارة عن 9 أطنان من الأدوية. تعثر مهمة الوفد المغربي سببه الأساس الإجراءات الإدارية البيروقراطية المصرية المبالغ فيها، بعد أن علق طنان من الأدوية بمطار القاهرة،حيث كان يتطلب الأمر لإخراجها الوقوف طويلا في طوابير أمام العديد من الموظفين. أفراد القافلة المغربية المتكونة من ست شخصيات سياسية ومدنية، عند توجههم إلى مصر، لم يضعوا بحسبانهم أن مشكلا كهذا يمكن أن يعرقل مهمتهم، خاصة وأن الوعود والتسهيلات التي تلقوها من المصالح الدبلوماسية المصرية وكذا نظيرتها المغربية كانت تشير إلى أن الطريق مفروش أمامهم بالورود.
الطائرة التي كانت تحمل على متنها طنين من الأدوية وصلت في اليوم الموالي ليوم وصول أفراد القافلة الستة، ومن أجل مرورها من المطار كان الأمر يتطلب الحصول على تأشيرات عدد من المصالح الوزارية المصرية، بدءا من إدارة الجمارك مرورا بالداخلية ثم المالية وكل مصلحة يتوجب أن يؤشر عليها عدد من الموظفين، قبل أن يوقع عليها أعلى مسؤول في تلك المصلحة. لكن يوم الغد صادف عطلة نهاية الأسبوع، لتتوقف العملية برمتها في انتظار بداية الأسبوع التالي. ورغم الاتصالات المتعددة وتدخل أكثر من مسؤول فإن ذلك لم يشفع لدى موظفي تلك المصالح في التعجيل بالإجراءات الإدارية المطلوبة
النتيجة انه مر أكثر من أسبوع دون أن يسمح للأدوية بمغادرة المطار. وأمام طول الانتظار لم يجد الوفد المغربي الذي كان كله أمل في أن يعانق أبناء قطاع غزة والتضامن معهم في محنتهم سوى تكليف اتحاد الصيادلة العرب بالإنابة عنه في إيصال أطنان الأدوية التي تبرع بها الشعب المغربي. الجهاز الإداري المصري يتحمل المسؤولية في عدم وصول القافلة إلى قطاع غزة، ليبقى الحصار الرسمي العربي أكبر معيق لحملات التضامن و فك الحصار عن غزة. بينما إسرائيل تسمح للبواخر التضامنية القادمة من أوربا باجتياز المعابر التي تسيطر عليها في حين تفرض الدول العربية خاصة مصر والأردن شروطا تعجيزية من أجل استعمال المعابر التي تتحكم فيها

السبت، 29 نوفمبر 2008

الشباب المغربي و السياسة

المواطن المغربي و منذ صغره يتلقى تربية اجتماعية خاصة تعطيه تصورا مخيفا عن السياسة من خلال مجموعة من الآليات و التي نجدها داخل أدبياتنا الشعبية المتمثلة في الإرث الثقافي الذي يعتبر المخزن (السلطة) و ما جاوره وحدهم لهم الحق بممارسة السياسة كما أن اعتماد العنف في علاقة الدولة بالسياسيين عامة و اليساريين خاصة خلال فترة ما يعرف بسنوات الرصاص يجعل من السياسة مجالا مليئا بالحيل والدسائس والمخاطر و من مصلحة المواطن البسيط العادي الابتعاد عنها فالعزوف إذن في حد ذاته هو شكل من أشكال التعبير عن الذات، كنوع من الرفض لهذا الواقع السياسي الذي يعرفه المغرب و رغم أن الدولة ترفع شعار إشراك الشباب في اللعبة السياسية و المشاركة في الانتخابات إلا أن الشباب نفسه قاطع المبادرة الحكومية و قاطع الأحزاب احتجاجا على الفساد المستشري في هياكلها وتآكل خطابها و بلقنة المشهد السياسي و تفريخ الأحزاب عزوف الشباب عن المشاركة السياسية هو نتيجة لواقع تتداخل فيه مجموعة من الأسباب المختلفة و يعود كذالك لطبيعة الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة والتي أصبحت خطبها و سياسة عملها سببا رئيسيا في نفور المواطن من السياسة كما أن حالات القمع و العنف الموجودة في علاقة الدولة بالسياسيين خلال فترة سنوات الجمر والأحزاب هنا أيضا تتحمل المسؤولية الكبرى في بلقنة المشهد السياسي فمقراتها أينما وجدت لا تفتح أبوابها إلا في المناسبات السياسية كالانتخابات إذ لا تتوفر هذه الأحزاب كلها على مشروع مجتمعي واحد ما يؤكد لنا أنها بعيدة كل البعد عن هموم وانشغالات المواطن و يعني أيضا أن الدخول إلى البرلمان ثم إلى الحكومة هو همها الوحيد، كما أن مخالفة الوعود و الاختفاء عن المواطن الناخب بعد كسب صوته يجعل من السياسة مجالا لاغتنام الفرص على حساب المواطن البسيط إضافة إلى غياب الديمقراطية داخل التنظيمات السياسية يجعل المواطن يخشى السياسة ومن رجالها إذ أنها لم تقدم شيئا لهذا المواطن كما أنه ليس من السهل تجاوز سياسة القمع التي شهدها المجتمع طوال عقود كما أن الواقع الذي نحن فيه ونتيجة للظروف الاجتماعية السيئة التي يعيشها المواطن بها والتي تشمل مختلف المجالات تجعل منه بعيدا كل البعد عن هموم السياسة فقد اعتاد أن يصفها خذا المواطن بأنها فن الضحك على الذقون مليء بالدسائس والحيل كما عجز الحكومات المتتالية عن وضع برنامج واضح وفعال لحل الأزمات والاكتفاء بالوعود قد يؤدي إلى فقدان الإحساس بالمواطنة مما يشكل خطرا و تهديدا على استقرار المغربو ختاما يجب أن ندرك جيدا أن النضال في سبيل مشاركة الشباب في اللعبة السياسية يجب أن يبقى متواصلا عبر الأجيال إلى ما لا نهاية

الحوار المتمدن عدد 1479 بتاريخ 28/11/2008

الأربعاء، 26 نوفمبر 2008

تعديل حكومي lوسع بمناسبة خروج الراضي من الوزارة


لم تتضح بعد الصيغة التي ستتم بها مغادرة عبد الواحد الراضي وزير العدل لمنصبه، من أجل التفرغ لمنصبه الجديد في الكتابة الأولى للاتحاد الاشتراكي. وتأكد من مصادر اتحادية أن أعضاء المكتب السياسي يتفقون على أهمية وفاء الراضي بوعده بمغادرة الحكومة، حيث من المقرر مبدئيا أن يجري ذلك في دجنبر المقبل، لكنهم يجمعون في الوقت نفسه على أن هذه المغادرة لا يجب أن تضعف مكانة الحزب في حكومة عباس الفاسي. وتلتقي هذه الرغبة مع توجه بدأ يتبلور في أجهزة الدولة يقضي بتقوية حضور الاتحاد في الحكومة من أجل مساعدة الراضي على النجاح في مهمته في إعادة بناء الحزب ورأب الصدع بين مختلف مكوناته، مما يعني القيام بتعديل حكومي جزئي. وينظر مصدر اتحادي مطلع، رفض ذكر اسمه، بعين الريبة إلى مغادرة الراضي للحكومة، معتبرا ذلك إضعافا له ككاتب أول، وأن هذه المغادرة لا ترافقها ضمانات ببقاء منصب وزارة العدل في يد الاتحاديين، خاصة مع ارتفاع أصوات من بعض الأحزاب تطالب بإعادة وزارة العدل إلى دائرة السيادة. في هذا السياق لا يستبعد أن يلجأ القصر إلى تعيين شخصية مستقلة في هذا المنصب لتجاوز الجدل الذي أثير منذ تولي الاتحاديين تدبير هذا القطاع، حيث اتهم الاتحاديون من طرف الاستقلاليين في عهد حكومة إدريس جطو بوقوفهم وراء محاكمة مستشارين استقلاليين متهمين بشراء أصوات الناخبين في قضية تجديد ثلث مجلس المستشارين، كما سبق لحزب العدالة والتنمية أن طالب بعودة الوزارة إلى السيادة في أعقاب المحاكمات المتعلقة بالإرهاب. وسوف تتجه الأنظار إلى الطريقة التي سيدبر بها الراضي التفاوض مع القصر حول من سيخلفه في منصبه، أو المناصب الأخرى التي سيحصل عليها الاتحاد مقابل التنازل عن قطاع العدل، حيث لا يستبعد أن يطوق المكتب السياسي عنق الكاتب الأول بعدد من الالتزامات، لتفادي السقوط في ما تم الوقوع فيه سابقا حيث استفرد محمد اليازغي، الكاتب الأول المستقيل، بالتفاوض لتشكيل الحكومة. وأمام هذا الوضع، لا يستبعد في حالة تشدد الاتحاديين، أن يستغني القصر عن مشاركته في الحكومة، ويتم تعيين وزراء من فريق عالي الهمة ومن الحركة الشعبية. وإلى حد الساعة يتم تداول ثلاثة أسماء اتحادية لتولي منصب وزير العدل، في حالة موافقة الملك على احتفاظ الحزب بالمنصب، ويتعلق الأمر بمحمد اليازغي وزير الدولة الذي يمكن أن يصبح «وزير الدولة ووزير العدل»، وقد سبق لليازغي أن طالب عباس الفاسي بمنصب وزير العدل أثناء التفاوض لتشكيل الحكومة. ثم هناك إدريس لشكر، عضو المكتب السياسي، الذي لا يخفي رغبته في الاستوزار، ويرى نفسه بحكم تكوينه القانوني وتجربته السياسية مؤهلا لتولي المنصب. ثم هناك محمد الصديقي الذي عين في المجلس الدستوري. وتذهب بعض التحليلات إلى أن أحد مداخل رأب الصدع داخل الاتحاد قد يكون تمكين بعض مناوئي الراضي من الاستوزار، من أجل تحقيق نوع من التوازن داخل المكتب السياسي.

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2008

تقرير اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على غزة

اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على غزة
تقرير اللجنة لمواجهة الحصار على غزة
*إغلاق المعابر التجارية:
المعابر التجارية ومنذ الحصار المشدد الذي فرض علي غزة منذ 14-6 -2007 مغلقة بشكل عام وما يدخل منها من احتياجات المواطنين تتراوح نسبته من 10% إلى 15% من احتياجات قطاع غزة والتي تقدر ب 600 شاحنة يومية, ومنذ 4-11-2008، وأغلقت إسرائيل المعابر بشكل تام دون السماح لأي كميات تذكر حني كمية الـ15% المسموح بها مما أثر علي القطاعات الصحية والبيئية والاجتماعية بشكل خطير وسنتطرق له في سياق التقرير.

*أزمة الوقود:
الوقود الذي كان يورد عبر معبر "ناحال العوز" لمحطة توريد الكهرباء والاستخدامات المنزلية والصناعية والعامة، وأغلق هذا المعبر منذ 4-11 وبالتالي نفذ المخزون في محطة توليد الكهرباء وتوقفت المحطة كليا عن العمل وكذلك حدثت أزمة خطيرة في غاز الطهي وباقي أصناف الوقود الأمر الذي أثر سلبا علي سير الحياة لدي المواطن الفلسطيني.

*أزمة الكهرباء:
محطة كهرباء غزة قبل توقفها كانت تعمل بـ50% من طاقتها الإنتاجية بسبب القصف الذي تعرضت له المحطة وعدم دخول محولات منذ عامين وحثي الآن، وعليه كانت المحطة تعمل بـ70 ميغا وات من أصل 140 ميغا وات، وتحتاج المحطة حتى تعمل بنصف طاقتها الإنتاجية إلي 300 ألف لتر وقود صناعي يوميا، إضافة إلي ما يمكن أن يخزن في المخازن الخاصة بالشركة كاحتياطي، والمشاكل التي تعاني منها المحطة هي نقص قطع الغيار والتجهيزات اللازمة للصيانة، هو توقف المحطة أغرق 50% إلي 60% من سكان مدينة غزة و4% من إجمالي القطاع، أما باقي القطاع فيتم إضاءته من خلال التيار الكهربائي من إسرائيل مصر.
وما يزيد الأمور تعقيداً وتعطل الخطوط المغذية من إسرائيل فيرفع نسبة من يتعرضوا للظلام إلى 70%، وهناك مشاكل خطيرة في شركة التوزيع أهمها عدم وجود المحولات والكابلات والفيوزت، مما يعني تعقيد الأمور أكثر وإغراق مناطق أكثر بالظلام حين عطل أي محول في أي منطقة.

*أزمة القطاع الصحي:
الأدوية الأساسية تعاني من نقص أكثر من 40% من الأصناف، وخاصة لمرضى ارتفاع ضغط الدم والقلب والربو والسكري والأمراض المزمنة الأخرى، إلى جانب نقص الأدوية المكملة وخاصة لمرض السرطان والفشل الكلوي والكبدي، كما يوجد نقص في المستهلكات الطبية وتشمل لوازم الغيار والعمليات والتعقيم بما فيها الأدوات الجراحية اللازمة للعمليات الطارئة والعادية، وهنالك نقص أكثر من 30% فيها.
كما يوجد نقص في المحاليل والأصباغ ولوازم المختبرات اللازمة لتشخيص كثير من الأمراض، ويترتب علي تأخر التشخيص مضاعفات للمرضي، وقد بلغت نسبة النقص أكثر من 40% لأجهزة المختبرات العاملة بنظام الديجتال، أيضا هنالك نقص في قطع الغيار واللوحات الإلكترونية والتي تعطل الأجهزة بشكل كامل، ومنها اجهزة قياس نسبة الغازات في الدم اللازمة للعناية المركزة لحضانات الأطفال والكبار.
قطع الكهرباء المتواصل يؤدي لعطل برمجة الأجهزة، مما يعطي معايير خاطئة ونتاج تؤثر علي سير علاج المرضي.
تعطل أجهزة الأشعة الرقمية، حيث هنالك عطل في التخطيط القطاعي وخاصة في مجمع الشفاء ومستشفي الأوروبي والتي هي ضرورية جدا لتشخيص كثير من الأمراض والأورام مثل السرطان وسوء التشخيص يؤدي إلي تأخر حالة المريض وانتشار المرض داخل الجسم.
هنالك الكثير من قطع الغيار للأشعة التلفزيونية والملونة غير متوفرة مما تؤثر علي تشخيص الأمراض بشكل مبكر، إضافة إلى هنالك نقص حاد في الأدوية اللازمة لمرضى الكلى والمحاليل.
يوجد نقص في الغازات الطبية اللازمة لغرف العمليات والمتوفر لا يغطي أكثر من أسبوع وفي حالة العمليات الكبيرة سيتم نفاد هذه الكمية في أقل من تلك الفترة والمعايير العالمية تتطلب مخزون يكفي لمدة 3 شهور على الأقل.
انقطاع الكهرباء يؤدي لتشغيل المولدات لفترات طويلة مما يتسبب بحدوث أعطال متكررة تؤدي لأضرار صحية فادحةـ ونفاذ الغاز الطبيعي يؤدي إلي نقص عمل المطابخ وسوء جودة الأغذية المقدمة للمرضي، إلى جانب توقف المغاسل المركزية (غسل الشراشف والملاءات والملابس الطبية مما سيؤدي لانتشار العدوى بين المرضي).
أجهزة التعقيم كثير منها معطل ومتوقف عن العمل بسبب نقص قطع الغيار وخاصة في مستشفيات النصر للأطفال والأقصى وأبو يوسف النجار، كما يوجد نقص حاد في التطعيمات اللازمة للأطفال، مما سيتسبب في نقص المناعة وانتشار الامراض، وعدم خروج المرضي للعلاج في الخارج أدى لازدياد عدد ضحايا الحصار حيث ارتفع الرقم الي 260 ضحية.
توقف توريد الكحول المطهر والمعقم للمرضي، حيث لا يوجد أي من تلك الأنواع علي الإطلاق، وقصر إجراء العمليات علي العمليات الطارئة وتأخير كثير من العمليات التي ستتحول إلي طارئة بعد فترة وجيزة.
أكثر من 60% من سيارات الإسعاف متوقف بسبب عدم توفر قطع الغيار، وعدم توفر الوقود اللازم لها, أيضا توقف معظم سيارات النقل الخاصة لاستدعاء الأطباء والممرضين، وتعطل معظم حواسيب خدمات المرضي ومتابعة التحاليل وخاصة لدي الأطفال في مستشفى النصر وكذلك مستشفي أبو يوسف النجار وناصر.

*أزمة القطاع الزراعي والحيواني والطيور:
هنالك نقص خطير في كمية الأعلاف نتيجة لإغلاق المعابر، حيث تقدر كمية الاحتياجات اليومية من الأعلاف بـ 150 طن، لم يدخل منها أي كمية تذكر منذ 3 أسابيع مما أثر سلبا علي الأتي:
- إعدام مابين 700 ألف إلى مليون صوص (فرخ).
- خسائر10% إلي 20% من الثروة الحيوانية نتيجة نقص اللقاحات والأمصال وانتشار بعض الإمراض ونقص الاعلاف.
- عدم وجود كميات من الغاز الطبيعي للصيد البحري وفقاسات التفريخ للدواجن.
- عدم توفير الكميات المطلوبة من الأسمدة والمبيدات الحشرية ومستلزمات الإنتاج الزراعي كالنايلون والخراطيم والبذور الأمر الذي يهدد بانتشار إمراض زراعية لا يحمد عقباها.
- عدم تمكن القطاع الزراعي من تصدير المنتجات الزراعية وذلك حسب الإغلاق الذي بدء قبل عام ونصف.

*أزمة الدقيق والمخابز:
يعمل في غزة 47 مخبزا لإنتاج الخبز، 30 مخبز أغلق أبوابه و17 مخبزاً يعمل منهم ثمانية على الكهرباء وسبعة على السولار، واثنين على الغاز، وتحتاج غزة 450 دقيق، منهم 100 طن للمخابز، و300 طن للمنازل، ويأتي جزء منها مساعدات من قبل الأونروا وبعض المؤسسات الأخرى.
المخزون من الدقيق يكفي غزة من عشرة إلى خمسة عشر يوما بحد أقصى، أما بالنسبة للقمح فقد أغلقت شركة المطاحن أبوباها وتوقفت عن العمل لعدم وجود القمح في مخازنها، وتحتاج غزة يومياً إلى 600 طن من القمح، لا يتم إدخال أي شي منذ أربعة نوفمبر حتى الآن.

*المياه والصرف الصحي:
مادة الكلور التي تستخدم في تعقيم مياه الشرب وما يترتب عليه من عدم القدرة على تطهير المياه يعني حدوث كارثة صحية نتيجة أحمال تلوث مياه الشرب، وعدم ضخ مادة الكلور في الآبار المياه يعني زيادة التلوث البكتيري في مياه الشرب وهذا يحدث مشاكل صحية كبيرة للمواطنين.
حاجة القطاع 60 متر مكعب شهريا من مادة الكلور ورصيدها الآن صفر، وبدأت تتوقف عملية ضخ الكلور في بعض الآبار، وخلال أسبوعين سيتوقف ضخ الكلور في كل الآبار، مما يحدث كارثة صحية وبيئية.
عدد آبار المياه في غزة تصل إلى 145، منها مائة تعمل بنسبة 60% من الوقت، وخمسة أربعين تعمل بنسبة 80% من الوقت، وعشرة آبار متوقفة تماماً بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الوقود ونقص قطع غيار المضخات والمولدات، واستهلاك قطاع غزة يومياً 220 ألف لتر مكعب من المياه، انخفض بنسبة 40%. ويزداد الأمر تعقيداً في الأبراج بسبب عدم قدرة المضخات رفع المياه للأماكن العالية.
محطات المعالجة متوقفة تماما عن العمل معالجة مياه الصرف الصحي بسبب قطع الكهرباء وعدم توفر الديزل لتشغيل المولدات ودم كفاءة المولدات.
77 مليون لتر من مياه الصرف الصحي تضخ يومياً في البحر، دون معالجة مما يسبب كوارث بيئية وتلوث خطير للبحر، والخطر الداهم أن محطات ضخ المجاري ستتوقف عن العمل بعد 48 ساعة بسبب عدم توفر كميات الديزل اللازمة، وسينتج عنها حدوث طفح في الشوارع وستغرق مناطق بأكملها في مياه المجري، والمحطات هي "محطة أبو راشد في جباليا، ومحطة واحد وخمسة وسبعة في غزة الزيتون والبقارة والمنتدى، ومحطة جنينة في رفح".

*أزمة نقص السلع:
أهم السلع التي نفذت أو توشك على النفاذ من الأسواق، حليب الأطفال والدقيق والأرز والبقوليات والزيوت والمجمدات والألبان واللحوم الطازجة والمواد الخام للصناعات المعدنية والبلاستيكية والكيمائية والإنشائية والورقية ومواد التغليف، إلى جانب الأدوات الكهربائية وأدوات الصرف الصحي وقطع غيار سيارات وزيوت سيارات.

*أزمة مساعدات وكالة الغوث:
نتيجة إغلاق المعابر توقف كل المساعدات سواء للوكالة أو لمنظمات إنسانية فلسطينية وعربية وإسلامية ودولية، ويبلغ المستفيدين مليون شخص من ضمنهم 750 ألف من اللاجئين يتلقون المساعدات من وكالة الغوث ويعيشوا عليها فقط، بسبب أوضاعهم الاقتصادية الصعبة، توقفت هذه المساعدات الغذائية من أربعة نوفمبر.

*أزمة القطاع الصناعي:
يعاني من أكثر عامين جراء الحصار الشامل على غزة، واستمرت هذه المعاناة خلال الفترة الماضية، حيث أغلقت المصانع والورش الصناعية وشركات المقاولات، بما نسبة 97% من أصل 3900 مصنع وورشة عمل، وتوقف الباقي الآن مع انقطاع الكهرباء ونقص الغاز الوقود، مما أضاف خمسة ثلاثين ألف عامل إلى قائمة البطالة.

** أرقام وإحصائيات:

- الحصار خلف خسائر مباشرة فاقت 750 مليون دولار.
- 140 ألف عامل تعطلوا عن العمل جراء إغلاق المعابر والحصار المستمر على غزة منذ عامين.
- 80 % يعيشون تحت خط الفقر، و65% معدل البطالة، و650 دولار معدل دخل الفرد السنوي للمواطن الفلسطيني في غزة.
- زادت كميات البضائع الموجودة في الموانئ الإسرائيلية والمعابر والمخازن على2000 شاحنة.
- 77 مليون لتر من مياه الصرف الصحي تضخ يومياً دون معالجة.

- 60% من أطفال غزة مصابين بأمراض سوء التغذية وفقر الدم، وأكثر من ثلث ضحايا الحصار هم من الأطفال.
- عدد الآبار المتوقفة في غزة عشرة آبار مياه والباقي مهدد بالتوقف.
- إجمالي آبار المياه تعمل بستين بالمائة من الوقت ومتوقفة أربعين بالمائة.
- محطة توليد الكهرباء متوقفة بشكل كامل، وثلاثين مخبزاً أغلق أبوابه في غزة.
- مخزون الدقيق يكفي القطاع من عشرة إلى خمسة عشر يومياً.
- المخزون الاحتياطي من الكلور لتنقية المياه الصرف الصحي رصيده صفر، وخلال أسبوعين يتوقف ضخ الكلور في الآبار البالغ عددها 145 مما ينذر بالتلوث.
- بعد يومين ستغرق مناطق في شمال وجنوب القطاع ومدينة غزة بمياه الصرف الصحي.
- 40% من الأدوية الأساسية رصيدها صفر، والمستهلكات الطبية 80% رصيدها صفر.

الاثنين، 24 نوفمبر 2008

منحوس لي تولد عل ضّص


1 قال الراوي : في صباح قديم ارتطم جسمه الطري بالأرض صرخ مرتين حملته الجدة و ملامحها في حالة استنفار قصوىحركت لسانها في فمها الفارغ من الأسنان: ذكر... زغردن، وحدها المجذوبة استغفرت الله مرتين - منحوس لي تولد على ضّص - طردتها الجدة و بخرت الكوخ القصديري بلحرمل ؤ شبة.. شدق جمل ؤ الفاسوخ .. مخ الضبع ؤ سنان دجاج ثلاث ليال متتاليات


2 خرج من حجرته متثاقلا، غسل وجهه بلل شعره علّه يستعيد شيئا من حيوية أمس الآفلة..تطلع إلى وجهه في المرآة وجده كالأمس: متحجر الملامح شاحب كسماء غائمة حول بصره بسرعة نحو الباب قادته رجلاه إلى مقهاه المفضلة مكانه المعتاد الذي آلفه منذ لفظه القدر إلى الشارع، أفرغ في جوفه فنجان قهوة سوداء مرة كمرارة الزمن في جوفه أشعل سيجارته المفضلة و شرع في ممارسة طقوسه المعتادة: نصف الدين...شروط الزواج...نرجسية...بدون عمل....آت مجهول، داهمه إحساس بالألم تنهد من بين أفكاره الممزقة ..و الأشكال السوداء التي تتوزعها - توزعته -

قال: منحوس لي تولد عل ضّص


3 فاجأه الحضور اللطيف انتصبت أمامه كعشتار، كعروس البحر انتصبت عروقه قرأ إيحاءات الجسد الأنثوي الشفتين المرتجفتين تحركت عيناه تلتمس طريقه وسط تضاريس الجسد..تزداد الذبذبات الكيهروميغناطيسية مال بجسده نحوها تبتعد يحاول النهوض يتعجب جسده ملتصق بالكرسي منكمش كقنفذ خائف، تقهقه يحس باختلال الكرة الأرضية تحت قدميه بالصدأ ينبت فوق تضاريس لسانه لاحظها وهي تطير تبتعد تقهقه من ثقب في الأفق طارت كعصفورة ضحكوا انتفض نظر حواليه انتبه ليده اليمنى فتحها الجريدة منكمشة كوجه جدته
قال : منحوس لي تولد عل ضّص صمت منتظرا لم يصله أي تعقيب عاد لإتمام طقوسه الصباحية


4 وقف يعاين القرص البرونزي الذي يلتحم بالأفق يلقي تحيات الوداع ، وقفت بجانبه..نظر إليها عله يرى إيماءة تحية.لا شيء- - - يعجبك منظر الغروب ؟؟؟- - - تعجبني عيناك غرس وردة قطفها من الحديقة العمومية خلسة في عتمة شعرها تنهدت - - - الصيف دخللم ينبس بشيء كان يبدو أنه لم يفهم أو لا يريد الفهم ركزت نظرتها على أناملها- - - متى ستخطبني؟؟- - - عندما أعمل- - - ومتى ؟؟نامت الكلمات في حنجرته، نامت ابتسامة من نوع ما على أحمر شفاهها، نام اسمه في قائمة ما ،ناموا
فتحت ذراعيها طارت مع النقطة التي ابتلعها الأفق رويدا رويدا..
قال : منحوس لي تولد عل ضّص


5 لا أحد وحدها أمواج الأطلسي تردد صدى نداءاته وحده جسده المسكون بالضجر.. بالغبار بوخز ابر التذكر يؤثث فضاء الشاطئ سحب قدميه من البساط الأصفر الرملي .. ومشى يتبعهما إلى حيث لا يدري، يهرب من نفسه يرحل في أدغال الضياع يتوارى في ظل الظلام خوفا من جفن المقهى خوفا من يأسها من رحيلها ؟؟دخل حجرته..تطلع إلى وجهه في المرآة ..وجده كالصباح مثل أمس دائما متحجر الملامح .. صعد لفراشه أطفأ نور شمعته
قال : منحوس لي تولد عل ضّص

الجمعة، 21 نوفمبر 2008

التيار الاسلاموي و اللعبة السياسية

تديين السياسة أو تسييس الدين كيفما حدث أو سمي نجد أن هناك اعتراض و تحفظ على ذالك و لكل واحد دوافعه و أسبابه تتماشى مع توجهاته، فتيار الإسلام السياسي أو ما يصطلح عليه سياسيا الإسلاموي رغم ما يعرفه من تعدد المنهجيات من تباينات واختلافات في مواقف الموالين إليه من قضايا الدولة والحكم والديمقراطية والتعددية الحزبية فهو يعرف كذلك بثقافة الغلو وفقه البداوة كما أصّل له شيوخه و منظريه و إشاعته دون أن يجتهدوا في مراجعة النص بما يتوافق مع قضايا العصر الراهنة و فكره الحديث ولا يزال يتصدى للكثير من قضايا المجتمع بفقه الواقع ومنطق العصر الذي لا يتعارض بتاتا مع قيم الإسلام
و قد استفاد التيار الإسلاموي من فشل حركة القومية العربية في هزيمة يونيو 1967 ليقدم نفسه كمشروع بديل لمشروع الحداثة الناصري، وبعد تجربة عقدين من الزمن يجد نفسه في نفق مغلق تميز بفشل مزدوج من القاعدة القمة، و من أبرز سمات هذا التيار على المستوى العقائدي أنه يؤمن بعقيدة الولاء التي تقتضي من جهة المودة والنصرة بين المؤمنين في كل الأحوال ومن جهة ثانية البغض والكراهية ومقاتلة غير المؤمنين وقد يختلف تيار مع تيار آخر له نفس المرجعية و الأهداف فيما بينهما في تحديد المؤمن و الغير مؤمن إلا أنهم يتفقون مبدئيا في حشر اليساريين والعلمانيين أيّ كانت ديانتهم ضمن الكفار الذين وجب مقاتلتهم، فعلى المستوى التشريعي
ينطلق التيار من الإعلان عن هدفه الأسمى وهو إقامة الدولة الإسلامية التي تحتكم إلى شرع الله، على اعتبار أن الأنظمة السياسية الحاكمة في بلاد المسلمين ليست أنظمة إسلامية بقدر ما هي تجسيد لأنظمة الطاغوت، وإذا كانت بعض تنظيمات تيار الإسلام السياسي تتحاشى استعمال مفهوم النظام الطاغوتي لوصف النظام الحاكم فإن أغلب التنظيمات تركز على الطاغوتية كحمولة عقائدية تستوجب الخروج على هذه الأنظمة ومحاربتها بكل الوسائل والسبل، بل إنها تجعل الكفر بهذه الأنظمة ومحاربتها شرط صحة الإيمان، لهذا تلتقي كل مكونات التيار عند شعار الحاكمية بما يعني رفض الاحتكام إلى الشرائع الوضعية والاقتصار على تحكيم الشرع الذي له السيادة المطلقة
وانسجاما مع مطلب الحاكمية يرفض التيار الإسلاموي الديمقراطية كقيم وثقافة وإن قبلها بعض مكوناته كأداة فقط سرعان ما يتم الانقلاب عليها حين تتمكن من الوصول إلى الزعامة، فعقيدة الحاكمية لا تسمح بتطبيق آلية الديمقراطية التي تسمح بالتناوب على الحكم بين الإسلاميين وخصومهم السياسيين فالتناوب السياسي مرفوض ولا يصح أن يترك للناس الخيار في إتباع أي منهج يشاءون فضلا عن هذا فإن التيار يرفض الإقرار بحقوق الإنسان في مجال الاعتقاد والتفكير بمبرر أنها تناهض الشرع الذي يحكم على المرتد بالقتل ويترتب عن هذا بالضرورة رفض مبدأي التعددية الحزبية والمساواة في المواطنة
فحتى أبرز الجماعات الإسلاموية التي قبلت المشاركة في الانتخابات، نجد أدبياتها تنص على منع التعددية الحزبية إذا ما استقلت بالحكم فنموذج الدولة التي يتصورها الإسلاميون لا تسمح بفتح الباب أمام المعارضين للدعوة إلى مبادئهم سواء كان هؤلاء من اليسار أو اليمين، أما رفضها للمساواة في حقوق المواطنة يستند إلى كون الإسلام لا يقر به على شموليته إذ يتوجب التمييز والتفاضل بين المسلمين وبين أهل الذمة من المواطنين الذين يعتنقون ديانة توحيدية أخرى من جهة و بين معتنقي الديانات الوضعية من جهة أخرى فهؤلاء لا حق لهم في الولاية على المسلمين أيا كانت درجة هذه الولاية

و اليوم في وطننا المسلم نحن بأمسّ الحاجة إلى الديمقراطية و الحداثة التي ستحل محل الموجة الإسلاموية حيث هناك اتجاه عام يفيد بأن لا حل لهذه الأمة إلا بالعمل القويم وبالعلم و إعطاء الجامعة و للمثقفين دور كبير في إرساء قواعد الديمقراطية التي ينبغي أن تهذب بقية الإيديولوجيات الأخرى: قومية عربية أو وطنية إسلامية أو ماركسية

الاثنين، 17 نوفمبر 2008

التدوين بالمغرب

على الرغم من حداثة تجربة التدوين التي لم تكمل السنة الخامسة وقلة عدد الممارسين إلا أن ظاهرة التدوين أثبت وجودها على أرض الواقع من خلال حضور المدونين اللافت للانتباه في العديد من المناسبات و التظاهرات و باتوا اليوم يشكلون خطا إعلاميا مستقلا يدافع عن قيم المجتمع المغربي وعن قيم الحداثة والديمقراطية والتسامح والتضامن
و بفضل مجموعة من الشباب أصبحت المدونات في المغرب تتمتع بفاعلية يوما بعد يوم، و استطاعت إثارة عدد من القضايا التي تشغل الرأي العام، بل وإحداث تغيير ولعب دور إصلاحي في المجتمع
و من خلال جولتنا بالمدونات المغربية سنلاحظ أن 90% من المدونين المغاربة يكتبون باللغة الفرنسية بحيث يشكلون الأغلبية بالنظر إلى العدد الموجود حاليا و هناك من ينظر إلى اللائحة الطويلة نظرة سلبية معتبرا أن المغادرين لحقل التدوين هم من خيرة الأقلام التي ساهمت في تألق التدوين وأن مغادرتهم أثرت على انتشاره و مكتسباته لكننا داخل الجسد التدويني المغربي وإن كنا نحترم رغبة كل زميل في اختيار لغته و الموقع الذي يريحه و حريته و أسلوبه في التدوين و احترام رأيه فلا يجب أن ننسى من باب الوفاء أن هؤلاء الزملاء المتبقون قدموا للتدوين ولمتتبعيه الكثير من المكتسبات،أهمها ظهور مدونات ناطقة بالعربية تدعو للحفاظ على الهوية والثقافة المغربية بشقيها الأمازيغي و العربي في مواجهة سيطرة الفرانكفونية، كما أنهم من جهة أخرى تعلموا أصول التدوين و ساعدوا على انتشاره و تبوأه مكانة مرموقة و قد رفعوا شعار مصداقية و مشروعية التدوين في المغرب وليس في مكان آخر هؤلاء المدونين جمعتهم قيم المواطنة و الحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان ومصلحة الوطن والمواطن قبل أن تجتمع في التدوين، كما كانوا جميعا الأقرب من المشهد اليومي و الأكثر احتكاكا بالمواطن ومواكبة الأحداث و تتبع القضايا كما أنهم استطاعوا فتح الكثير من القضايا التي تهم الشأن العام للبلاد و العباد و التي غالبا لا تناقش في وسائل الإعلام الأخرى، تارة تفضح الفساد وتارة تشير بالأصبع إلى الواقع المزري الذي يعيشه المواطن البسيط
وإذا كان أسمى هدف للمدونين المغاربة اليوم أن يكون لهم كيان قادر على احتضانهم و الدفاع عن قضاياهم الفكرية و السياسية و الاجتماعية و الحقوقية إلا أنهم مطالبين بالمحافظة على التجديد و تطوير أفكارهم و الالتزام بمبادئ الاستقلالية و المصداقية في ممارسة نشاطهم التدويني ليشكلوا بذلك مدرسة وطنية حقيقية لنضال إعلامي متميز كما نتمنى من هذه المدرسة الفتية أن تظل على هذا المنوال هدفها الأساسي تقديم مادة إعلامية متميزة والعمل على تطوير التدوين بالمغرب وخدمة الوطن و المواطن و خدمة الصالح العام

الأحد، 9 نوفمبر 2008

المغرب و سؤال الملكية

إلى جانب قضية الصحراء و ملف الأمازيغية كملفات كبرى مطروحة على طاولة النقاش السياسي الكبير الدائر في المغرب نجد المؤسسة الملكية المغربية تتموقع بين العناوين العريضة لمغرب اليوم فلأول مرة في تاريخ المغرب المعاصر تجد المؤسسة نفسها أمام لحظات تاريخية عصيبة، لأنها صارت مباشرة تحت أعين الجماهير المغربية و أصبحت حديث الشارع العام المغربي بمختلف مكوناتهفمن قبل اعتادت المؤسسة الملكية على النقد الموجه إليها من الخارج وتعاملت معها حسب ما تقتضيه الظروف إما بالهجوم أو الدفاع و بغض الطرف، فمنذ عقود طويلة و المغرب يعرف صراعا حامي الوطيس بين طبقات سياسية مغربية وبين قوى القصر كما عرف أيضا الصراع بين القصر و الحركة الوطنية إبان الاستقلال، و خلال السنوات الأخيرة و تحديدا منذ المرحلة الانتقالية التي دشنتها حكومة التناوب برئاسة اليسار المغربي في شخص الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي و مع ارتفاع سقف الحريات، عاد سؤال الملكية المغربية إلى الواجهة ليطرح نفسه بحدة داخل الشارع العام المغربي، ورغم أن هذا السؤال ذهب في بعض الحالات إلى مدى غير مسبوق مثلما صرح به بعض قوى اليسار بأن الأصلح لمغرب القرن الواحد والعشرين هو الجمهورية، إلا أن من تبني هذا التوجه أقلية لها أسبابها و دوافعها الخاصة و كذالك مصالحها، بينما الفئة التي تشكل الأغلبية و الموزعة على كل الانتماءات السياسية و الاجتماعية باتت تطالب بتحديد مهام و صلاحيات الملك و إدخال إصلاحات على الدستور و تحويل المؤسسة الملكية من ملكية مطلقة تسود وتحكم إلى ملكية تسود ولا تحكم. وقبل أن تصبح الملكية محط سؤال و تحليل المراقبين للشأن الوطني، كانت الضحية الأولى لمناخ الحريات النسبية التي عرفها المغرب خلال السنوات الأخيرة، كما أن خصوم القصر عادوا لتعزيز مواقعهم من أجل تصفية حساباتهم الشخصية مع الملكية، ليكشفوا لنا الكثير من الأسرار ومن الحقائق المبهرة في الكتب و المجلات و الجرائد المنشورة أمام الملأ من خلال الصحف و القنوات الفضائية و دور النشر، فأسرار القصر الملكي لم تعد كما كانت عليه من قبل، لقد بدأت تتسلل من خلف الأسوار المنيعة لتحتل موقعها كعناوين بارزة فالكثير من التصريحات الصحافية والأحداث المثيرة كشفت للرأي العام المغربي بعض من الجوانب الخفية من حياة القصر لتتسع معها دائرة الجرأة في التعاطي مع القضايا التي تهم الملكية، وتصل إلى درجة مساءلة الملك في بعض الأحيان. استقرار الملكية المغربية لا يتوقف عند الجانب السياسي والإنساني بل يتجاوزه إلى الجانب الاقتصادي، فكما يعلمه عامة المواطنين المغاربة أن أكبر مؤسسة مالية اقتصادية تهيمن على السوق المغربية هي مجموعة أونا-ona التي تعود ملكيتها إلى العائلة الملكية و التي استفادت من امتيازات يستحيل معها أن تنافسها أي مجموعة مالية أخرى كانت وطنية أو أجنبية، و انطلاقا من هنا بدأت الدائرة تضيق و السؤال يتسع، و تعتمد الملكية المغربية على حماية نفسها أيضا على المرجعية التاريخية، حيث تعتبر من أقدم الملكيات في العالم بعمر يناهز 1300 عام، والأسرة العلوية الحاكمة هي من تحكم المغرب منذ 300 عام، إلى جانب السياسة و الاقتصاد و التاريخ نجد أيضا أنها تستند على المرجعية الدينية، حيث نجد في الدستور المغربي أن الملك هو أمير المؤمنين، و مع ذلك لم يمنع المجتمع السياسي المغربي من تغيير مواقفه والمطالبة بإدخال إصلاحات عميقة على الدستور في أفق تحديد صلاحيات الملكفي هذا السياق أصدر فاعلين من المجتمع المدني مذكرة تقترح من خلالها توضيح صفات الملك الدستورية بما يخدم هدف تحديد صلاحياته بدقة، واعتبرتها بعض وسائل الإعلام بمثابة إشارة جد قوية من المجتمع المدني المغربي بأن على المؤسسة الملكية المغربية أن تحدد موقعها و تعيد بناء نفسها وفق المتغيرات المحلية والدولية، قبل أن يتحول مطلب الإصلاح الدستوري إلى مطالب أخرى يصعب التحكم في تداعياتها، وبعد أخذ و رد وسط قطاع واسع من الشارع السياسي المغربي حول صلاحيات الملك، والمطالبة بتغيير نظم الملكية الحالية، أخذت الصحافة المغربية المستقلة زمام المبادرة وبدأت توجه انتقادات مباشرة لقرارات صادرة عن القصر الملكي و في الوقت ذاته انبرت بعض الأقلام الحزبية للدفاع عن الملكية في مواجهة للصحافة المستقلةليكون الرد من المستقلين حاسما بما يفيد أنه على المؤسسة الملكية تعيد النظر في اختصاصاتها و بنيتها التنظيمية و بما أن الملكية قبلت أن تكون طرفا في اللعبة السياسية، وجزءا لا يتجزأ من سياسة الدولة لذا عليها أن تتقبل النقد و بما أن المتعارف عليه عالميا هو أن الشعب هو المصدر الوحيد لكافة السلطات في البلاد فعلى الدستور المغربي أن يقر بالفصل بين السلط، وإذا أرادت أن تبقى بعيدا عن النقد عليها أن تبتعد عن تدبير الشأن اليومي و هي رسالة عميقة و واضحة تهدف إلى المطالبة بملكية تسود ولا تحكم على غرار الملكيات المتعارف عليها بأوربا.
===============
إدحماد مولاي عمر

الخميس، 6 نوفمبر 2008

الوصية

سيجتمع الناس و يتبادلون الدعابات
دون أن أكون
أجل سيلتقي الأحبة لنسج المساءات
لن أكون معهم .. فيهم؟؟
سوف يرقصون على ذكراي
سكارى مجانين
و في نخبي يودعون النورس
لمنفاه الأبدي
دعهم يخبرونك عني
دعهم يبكون
اتركهم فريسة للحنين
ضحية للضياع خلف السنين
سيخلدون ذكراي في كتب التاريخ
لأبقى نقشا على جدراني
دع العالم يحكي
تفاصيل طفولتي المشردة
بين الدروب
و يحفظ تراتيلي عن ظهر قلب
كل إنسان
يمشي في آثري ثائرا على كل نزيف
دعهم يقتفون خطواتي
و هي ترسم على الطريق
لغة الصمود
دعهم يحتفون بخرجاتي
المنقوشة في كل شارع
نعم ... ذكراي ستخلد
بين المشردين و اللاجئين
و المضطهدين
البسطاء و الفقراء
و هي معلقة على كل حي صفيحي
و كل مخيم مبعثر
يشهد طقوس الانغماس
دعهم يروون لك
كيف أحرقوا دياري
غصبوا حقولي
دعهم يقولون لك
كيف اقتلعوا جذوري
و رسموا موضعي
رسومات للجحيم
دعهم يخبرونك من أنا
،،،،،
اسم واحد
يردده كل إنسان
و يعمد عليه يوم مولده
و يوم مماته

الأربعاء، 29 أكتوبر 2008

مرور 43 عاما على عملية اختطاف واغتيال



29 أكتوبر 2008
مرور 43 عاما على عملية اختطاف واغتيال المهدي بن بركة في باريس

يوم الجمعة 29 أكتوبر 1965القضية مازالت مثيرة للجدل إلى يومنا هذا من خلال الروايات والشهادات وانعكاسات مسار المغرب السياسي لقد منح بن بركة كل ما يملك لهذا الشعب كان بن بركة شعلة من النضال


لماذا اغتيل بن بركة أواخر أكتوبر 1965؟

كلنا أمل أن تقال الحقيقة ليس فقط في ما وقع للمهدي بن بركة

بل لكل أولئك الذين لا يملكون في هذا الوطن قبرا

الخميس، 23 أكتوبر 2008

الزعيم

المساء بردائه الأسود جد بارد تحلق شباب المدينة حول نار موقدة في بعض الحطب الذي لايدري أي واحد منهم من أي جهة حملته الأمواج، يدخنون الحشيش .. يحتسون الروج يقهقهون يتلاومون كعادتهم حين يفكرون بقتل الزمن الرتيب بأقصى الوسائل سموما، وحده رفيق حاول غير مرة تحويل القهقهات إلى الحديث عن الزعيم لكن كلامه غالبا ما يصطدم بلغطهم فيعود إلى صمته، هذه المرة وجد الفرصة سانحة حين شغلتهم النار التي بدأت تخبو عن الدفء و البهجة: النار ستنطفئ لكن نار الزعيم ستستمر في التهام القلوب و الفدادين و الأرواح مادمتم منشغلون بأمور تافهة
كلهم سكتوا إنهم جبناء يخافون الزعيم أكثر مما يخافون الحرب، داسوا النار بنعالهم لعنوا الحشيش لعنوا الروج لعنوا النار و حتى الساعة التي جمعتهم برفيق وذهبوا، بعينين اتسع فيهما السؤال بقي رفيق وحده يشيع بعض الوميض في بقايا الرماد الرملي و يشيع خطاهم حتى غابوا في تلابيب الظلمة و عتمة الحي الهامشي .
( الزعيم ) هكذا سماه أهل المدينة كان يجمعهم في بيته المهترئ على زاوية زقاق مظلم لا يصلح إلا للأزبال لتدبر أمر المدينة لمواجهة المستعمر و و التي غالبا كانت مشاريع وهمية فاشلة، وحده جليل كان يعرف أن الزعيم وراء الفشل.، / الله ء رحمك آسي جليل/ لا أحد يعرف سر موتك كل ما يعرفه أهل المدينة هو أن أمواج البحر ابتلعتك و حين امتص الحوت دماءك لفظتك الأمواج إلى الصخور الحادة ، ما زلت أذكر الزعيم قال ببرود: / مافيها شك لالا عيشة البحرية عرضات عليه لشي قصارة / .
لا أدري كيف اتسع صدر الزعيم لإخفاء كراهيته لك طوال هذه المدة منذ ليلة موغلة في ذاكرة المدينة لكن من عادة الزعيم ألا ينسى كيف ينسى أنك رأيته يستتر بالظلام و بحوزته أوراق تبين لك أنها مهمة سرية من خلال ضحكة ماكرة ارتسمت فجأة على محيا الزعيم، جثا على ركبتيه و نظر إلى نقطة ما بعيدة في الأفق البحري :/زمان حاربنا الفرنسيس بكل ما ملكناه من قوة ؤ عزيمة ؤ ها حنايا اليوم قربنا لنهاية ؤ كاملين مقموعين ؤ ما عدنا حق/ وحده الزعيم من زقاق متسخ إلى قصر لا تحرزه الرؤيا و لا يحصره مكان مقابل شرف المدينة و دماء شبابها.
لا يشبهك يا مدينتي سوى صقيع ( العاذر و تزمامارت )، كل ما فيها بارد إلا صوت أنين السياط و عنف الزعيم و قد كان يشبه الفرنسي تماما ما زال طنين الفؤوس يطن في رأسي حين يكلفنا الزعيم بحفر خنادق انتحارية فننفذ في صمت أو نموت في ذالك الخلاء القصي و كثيرا ما كانت أصواتنا تفضح فنلقي أنفسنا مطوقين بوابل من رصاص الشتائم و قذائف العصا و السوط لاتخمد إلا بعد أن تنهي أعمار الكثيرين من الشباب، هي الأرواح نفسها تسافر عبر الأجساد من الفرنسي إلى الغريب إلى الزعيم إلى نهاية العالم؟؟؟
// منذ ليلة أمس و الزعيم لم يأت بعد// .. كانت الزريبة عفنة تخنقها أنفاس الموتى الأحياء و مظلمة.. وحدها خيوط الضوء الكوني تتسلل عبر القضبان الحديدية في نافذة لا تصلها العصافير المملوكة لتضيء وجوها تميل شبها إلى وجوه البشر و تبدو شرسة كوجه الغريب ساعات أخرى مرت و الزعيم ربما يدبر شيئا ما، فالمعروف عن الزعيم أنه لا يتسرع هم وحدهم يصيرون أخف من البرق و قبل أن يتكلم، طرق خطى يدنو من الباب ترتجف القلوب كعادتها حين يحضر الزعيم، ينفتح السياج المكهرب ينكشف شبح بلا ملامح و يبدو من شكله و هو يتقدم أنه يحمل وجها قبيحا، يومئ الزعيم الى الوجوه الشرسة و يقترب من رفيق و هو يشير بيده بتلك
الإشارة المعهودة: - احملوا هذا القذر إلى الجحيم

الأحد، 19 أكتوبر 2008

انتماء

الروح تنتمي
إلى فصيلة ما
تبحث عن جسد
يعانق المطر
ليرش ما تبقى
بالشكل الذي تريده
تحيل العمر لهيبا
في رحم الأرض
تعانق الثرى
تتلمس الضوء
تتدرب على الكلام
تصطدم بالصخب
تهرب تحت الظلال
و ترحل
الروح ورقة
ناعمة جدا
في آثر الغائبين
تراوغ القصائد
تحاكي نبضاتها
في صمت
تقلد غواية البحر
على خارطة أرض
لا تموت

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2008

السياسة العربية و الفشل الحكومي

السبب الرئيسي وراء فشل الحكومات العربية في تدبير الشأن العام هو أن المضمون السياسي للعمق الاجتماعي بجل دول العالم العربي يظل بلا معنى، إذ لا يمكن لأي حكومة كيفما كان لونها أن تتصدى للمشاكل الاقتصادية و السياسية دون أن تكون لها إستراتيجية سياسية على المستوى القريب و المتوسط والبعيد واعتماد الرؤية الشمولية، و ينبغي توحيد مطلب الفئات الاجتماعية بمضمون سياسي، وارتباطا بالواقع والمجتمع والدولة من خلال سياسة بديلة لتلك السائدة اليومفمن خلال التحولات السياسية و التغيرات التي طرأت على النظم الحاكمة بدأت الدولة العربية تعيش أزمة عميقة و تتلخص أسبابها في اشتداد مطالب الداخل وعنف الضغوط الخارجية و طبيعة النظم السياسية و الاجتماعية داخل مجتمع قبلي تقليدي، فبعدما هبت رياح العولمة و ثورة الاتصالات خاصة القنوات الفضائية وشبكة الانترنت أصبح لقوى المعارضة في أكثر الدول رجعية قادرة على اجتياز حواجز القهر السياسي والرقابة العنيفة التي تتواصل مع جماهيرها في الداخل والخارج من خلال مواقع الكترونية لها مكانها الثابت على شبكة الانترنت مما من شأنه أن يزعزع قواعد الاستبداد الراسخة، و هنا على الأنظمة العربية الحاكمة أن تستجيب لمطالب الشعوب، من خلال إعادة تنظيم دواليب جديدة للسياسة والحكم، ورسم الخط الاقتصادي الكفيل بتحقيق الحد الأدنى من المطالب الشعبية الغارقة في الفقر و الأمية و البطالة، فعجز الحكومات العربية عن حل مشاكلها الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية لا يعني إلا الفشل، لأسباب متعددة أهمها جمود القيادات العربية و عجزهم عن تقديم المشروع البديل، فالنخب السياسية الحاكمة مهما اختلفت ألوانها ملكية كانت أو جمهورية أو عسكرية لم تدرك بعد أنه من الواجب عليها توسيع دائرة الحكم، بإشراك طاقات شابة جديدة من النخب الوطنية وعدم استئثار أفراد الأسر المالكة أو أعضاء الحزب الحاكم بكل مناصب الدولة و الامتيازات، و حاولت بعض الدول إدخال تعديلات شكلية على نظام الحكم، سواء باستحداث النظم كنظرية التناوب السياسي أو استحداث مجالس تشاورية فإذا فشل التغيير في حل المشكلات التي سببتها سياسة عقود من السنين يتم إقالة الحكومة أو حل المجلس، ويعاد تشكيل الحكومة أو المجلس وفق القواعد التقليدية، فدولنا العربية ما تزال واقفة عند عتبة الديمقراطية ولا تريد تغيير بنية السلطة للنظام و تحرير المجتمع من رقابتها و الأسباب معروفة لا تتعلق بعدم رغبتهم في التغيير، بل السبب الحقيقي هو الاستئثار بالحكم و صنع القرار كما أن نفوذهم السلطوي كان وراء حصولهم على عائدات مالية جد مهمة، جعلتهم يكدسون ثروات ضخمة في بنوك الداخل والخارج دون إغفال الامتيازات التي يتمتعون بها، متناسين أن اشتداد وطأة الفقر وارتفاع معدلات البطالة و الأمية هي قنابل موقوتة قد تعصف بالبلاد و العباد، و هم من يشعل فتيلها، و اليوم لم تعد السياسة و الاقتصاد هو المشكلة أو الحل، فالفكر و الثقافة أصبحوا من ضمن أهم المشاكل فإذا كانت ضغوط الجماهير الشعبية تركز على تفعيل الديمقراطية، و توسيع إطار المشاركة السياسية سيجذب الشباب العربي إلى عالم السياسة ويبعده عن فكر الإرهاب فلا بد من إجراءات سياسية اقتصادية جريئة تنبثق من رؤية إستراتيجية متماسكة تقوم على أساس ترشيد صنع القرار، ووقف عملية نهب المال العام، ومحاربة الرشوة و الفساد و محاكمة رموزه مهما علت مكانتهم في السلم الاجتماعي، وإقناع الشعب بأن للمال العام حرمة يجب أن يحترمها الكل مهما كانت صفته، وأنه مخصص أساسا لتحقيق التنمية الاقتصادية، وليس بترديد شعارات أكل عليها الدهر و شرب، بل ينبغي تقديم البديل الواقعي لسياسة الاقتصاد و المجتمع، من خلال إعادة تشكيل المنظومة المجتمعية و تأهيلها فكريا و اجتماعيا لوضع الإستراتيجية اللازمة لوضعها على طريق التقدم و الازدهار

الخميس، 9 أكتوبر 2008

سأمنحك قيودي

الموت لا ينتهي
الموت امرأة حسناء
تثير فينا الشجن
امرأة ترغب بالمغازلة
الحب يخلع ثوبه
الزمن يرقد في الفجر حين ننتهي
كخنجر يخترق العمر
لا يستطيع عبور هذا المكان
هذا الألم الذي لا يمضي
الواقف كالرعشة في الملكوت
أسوأ بكثير من رغبة لا تشبع
من ظمأ القلب حين ترحلين و أرحل
لا ينبغي أن أوقف سحرك
حين أراك هاربة
شاردة الفكر وقلبك في زمن آخر
يا الاهي
كم هي ثقيلة هذه الروح
تدق صدغي كالساعة
اختنق إن لم تتنفس
البؤس يسود العروق
لذا أقول أحبك موتي
جملة شفافة أضعها حول عنقي
لا تغضبي من قيدي
كمثل الذين يعبرون الجسد ببنادقهم
بعد رحيل السلام
تحت ثقل الدمع
أغلقي الأبواب إن شئت
فأنت أهون من كل الحب
لذا سأتكبد عناء سفرك
لأمنحك قيودي

الجمعة، 3 أكتوبر 2008

هل آتاك حديث رمضان؟

هل أتاك حديث رمضان؟
يوم الثلاثاء 9 سبتمبر شهد كورنيش الدار البيضاء حادثة فريدة من نوعها، أصبحت محط حديث المواطنين و تحظى باهتمام الخاص و العام، و تثير الكثير من التساؤلات خاصة أنها تحمل بعدين متقاربين الأول قانوني و الثاني قضائي؟
بدأت القصة حين كان الشرطي طارق محب يقوم بعمله كمراقب للمرور على كورنيش الدار البيضاء، بحيث أوقف سيارة خرقت قانون المرور و التي لم يكن صاحبها سوى حسن اليعقوبي زوج إحدى الأميرات (إحدى عمات الملك) الذي لم يتردد بإطلاق النار على الشرطي بعد أن رفض الإدلاء بأوراق السيارة.
الرأي العام الوطني يتساءل عن الطريقة التي سيتعامل بها القضاء مع الملف و كيف ستتصرف فيه السلطات العليا بالرباط، و حسب بعض المصادر الكتابة الخاصة للملك نايضة فيها قربالة و سبق لجلالته أن طالب بملف كامل و مفصل عن الحادث و عن حالة الصحية كل من صهره اليعقوبي و الشرطي محب و قد أكدت السلطات المركزية أن الملف سيأخذ مجراه الطبيعي دون تدخل من فوق.
فيما أفادت تعليقات المواطنين على أن السلطة المركزية تحاول إدخال الملف للثّلاجة الذي أصبح مثيرا بسبب وجود اسم قريب من العائلة الملكية و وجود حالة إطلاق النار و ذهب البعض بقوله أن الترتيبات جارية لاحتواء القضية و ضميس الكارطة من خلال التفاوض مع الشرطي المصاب للتنازل عن حقه بمتابعة اليعقوبي قضائيا دون إسقاط تأثير الشواهد الطبية الخاصة بالحالة النفسية للجاني اليعقوبي
القضية برمتها أخذت اتجاهات متعددة و كل اتجاه يؤكد أن هناك خروقات أخرى أكبر من اطلاق الرصاص و استعمال السلاح بغير حق،فهناك كرامة المواطن المغربي و كرامة الدولة المغربية و على رأسها رجل الأمن الذي تمت اهانته أمام مرأى و مسمع الجماهير حين تم وصف الشرطي محب بالبخوش و الذبان ناسيا نفسه أنه يصف الدولة في شخص رجال الأمن مادامت الشرطة هي ممثلة الدولة و حامية دستورها
الشرطي الآن تم نقله من المصحة بالبيضاء إلى مستشفى الشيخ زايد بالرباط تحت حراسة مشددة أما اليعقوبي فحسب المصادر فإنه نزيل مستشفى الرازي للأمراض النفسية بانتظار ما سيسفر عنه تقرير الطب الشرعي و هو ما اعتبره الحقوقيين و الجماهير الشعبية تجاوزا للقانون و عدم المساواة أمامه واستغلال النفود
و ما ننتظره الآن هو أن يتم فتح الملف و على القضاء المغربي أن يثبت استقلاليته و نزاهته ويحاسب اليعقوبي قضائيا احتراما لدولة الحق و القانون و كذالك رد الاعتبار لرجل الأمن المغربي و صيانة كرامة المواطن، و في حالة حصول تسوية بين الشرطي وبين الجاني فإن هناك حق آخر أساسي و هو الحق العام و حق المجتمع فالتعامل الذي أبدته السلطات مع هذا الملف الرمضاني أكد أنه مايزال بالمملكة الشريفة مواطنون فوق القانون، مما يفتح أمامنا عدة تساؤلات على رأسها، لو كان الجاني مواطن عادي هل ستتصرف معه السلطات بنفس الطريقة التي تصرفت بها مع اليعقوبي؟، هل ستنقله إلى الكاشّو أم الى مستشفى الأمراض النفسية؟
الكرة الآن في ملعب وزارة العدل و على مرمى المجلس الأعلى للقضاء و لن نستبق الأحداث لنصدر حكما جاهزا بل سننتظر و نتابع تطورات الملف و اتجاهاته المختلفة لنرى فعلا إن كنا في دولة الحق و القانون تصون للمواطن كرامته و تعاقب الجاني مهما علا شأنه
أم أن دولة الحق و القانون مجرد شعار لا يغني و لا يسمن من جوع

الأحد، 14 سبتمبر 2008

الافراج عن الراجي و متابعته في حالة سراح




أفرج منتصف اليوم الخميس عن معتقل الرأي ، المدون المغربي و المراسل الصحفي محمد الراجي، المعتقل بالسجن المحلي لانزكان تحت رقم 82095 ، بعدما أدانته المحكمة الابتدائية لاكادير بسنتين حبسا نافذا و أداء غرامة مالية بلغت 5000 درهم، بتهمة الإخلال بالاحترام الواجب للملك يوم الاثنين الماضي.
و غادر الزميل محمد الراجي السجن بموجب سراح مؤقت، عندما مثل اليوم الخميس، أمام القاضي بمحكمة الإستئناف باكادير مرفوقا بدفاعه، للبت في طلب للسراح المؤقت تقدم به الراجي بإدارة السجن صباح ذات اليوم و قبلته المحكمة بعد ثلاث ساعات من ذلك.
أحس أنني ولدت من جديد، أنا جد مسرور و تغمرني سعادة كبيرة بعدما غادرت أسوار زنزانة ضيقة كنت اقبع فيها رفقة 52 معتقلا بهذه العبارات التلقائية عبر محمد الراجي عن إحساسه بالسعادة، و استرسل عن حيثية السراح المؤقت طلب مني صبيحة اليوم أن أحرر طلبا بالسراح المؤقت و أقدمه لإدارة السجن، و هي الفكرة التي لم تخطر على بالي بتاتا، و بعد ساعات من دلك تمت إحالتي على محكمة الإستئناف باكادير مؤازرا من طرف دفاعي، ليتم قبول الطلب على الفور..
و كان محمد الراجي لحظة خروجه من بوابة سجن انزكان محاطا بعدسات الصحفيين الذين تقاطروا إلى هناك، بعد انتشار خبر الإفراج عنه بدقائق، و كان بانتظاره أمام المعقل أصدقاءه و احد أقاربه مرفوقا بأخيه ، الذي عبر عن فرحته العارمة بمفاجأة الإفراج عن أخيه قبل حوالي ساعة كنت باكادير انهي توضيب غرفة محمد التي فتشتها الضابطة القضائية، و اعد له بعض حاجياته الأساسية، لأقدمها له أثناء زيارته صباح اليوم، قبل أن أتلقى مكالمة هاتفية من احد الصحافيين يطلب التأكد من خبر الإفراج المؤقت عن أخي ليضيف أنا جد مسرور اليوم بعد اعتناق أخي للحرية،و لو بصفة مؤقتة، و هذا اعتبره خطوة أولى أتمنى من خلالها من العدالة أن تصحح ما فاتها من أخطاء في المرحلة المقبلة.
ووسط زحمة أسئلة الصحفيين، حكى محمد الراجي بهدوئه المعهود،سيناريو اعتقاله الأسبوع الماضي و تقديمه للمحاكمةكنت في زيارة لأسرتي ببيوكرى، حينما جاءت الاستعلامات العامة للسؤال عني بمقر عملي بحي الداخلة، حيث لم يجدوني هناك فأوصوا احد أقربائي بإخباري عند عودتي، فالتحق بي إلى مدينة بيوكرى لإخباري بالموضوع، فانتقلت مباشرة إلى مكتب مديرية الاستعلامات العامة،بولاية امن اكادير صبيحة الخميس الماضي، فخضعت للتحقيق ابتداء من الساعة العاشرة صباحا إلى حدود الخامسة مساءا، و هي المدة التي عاملني فيها المحققون بطريقة عادية و قدموا لي أرشيفا من المقالات جمعته فرقة الأبحاث العلمية،و سطروا فيها على بعض الفقرات، فأكدت كتابتي و نشري لها، دون تردد و بينت لهم أنني كتبتها بنية بريئة حيث كنت أصوغ مقالاتي دون أن اقصد المساس بالحياة الشخصية للأفراد بأي شكل من الأشكال.
و قال الراجي انه أحيل من طرف مكتب الأبحاث العلمية، إلى الضابطة القضائية تحت الحراسة النظرية ليقدم يوم الأحد الماضي إلى النيابة العامة، و أكد انه سئل عن المقالات التي ينشرها بمدونته الخاصة عالم محمد الراجي و لم يسال بتاتا عن مقاله المعنون الملك يشجع الشعب على الاتكال. أما مجريات محاكمته الاثنين الماضي دون مؤازرته من طرف دفاع، فقد سأله القاضي و أجابه الراجي لا أتوفر على إمكانيات تخول لي توكيل دفاع في حين فقد تركيزه و لم يستمع إلى ملتمس النيابة العامة، نظرا لسرعة طرح الأسئلة و مناقشة القضية.
و غادر الراجي مدينة اكادير مساء اليوم باتجاه بيت أسرته ببيوكرى، إذ عبر منذ خطوته الأولى أمام عتبة السجن عن حنينه إلى رؤية أمه و أبيه، و الاتجاه إلى إقليم اشتوكة ليخضع للراحة في أحضان والديه حتى تتحسن صحته المنهكة بظروف الاعتقال، التي انعكست عليه كما عاينته الجريدة بشكل جلي، و ظل طيلة اليوم يجيب عن الاتصالات المتتالية لمختلف الهيئات الإعلامية التي تتابع قضيته و الإجابة عن التهاني عبر الهاتف.

الخميس، 11 سبتمبر 2008

بيان تضامن

اتحاد المدونين المغاربة - تجمع المدونين المغاربة
بيان تضامن

فوجئ الرأي العام المغربي بالحكم القاسي في حق المدون محمد الراجي صاحب مدونة عالم محمد الراجي ، إثر نشره مقالة بعنوان الملك يشجع شعبه على الاتكال في جريدة هسبريس الإلكترونية، وقد خلف الحكم بالسجن النافذ مدة سنتين وغرامة 5000 درهم إدانة وطنية ودولية تستنكر الوضع المتردي الذي تعيشه حرية الرأي و التعبير بالمغرب، كما أنها استغربت الطريقة التي تمت بها محاكمة الجلسة الواحدة السريعة التي افتقدت لأدنى شروط المحاكمة العادلة، بسبب تغييب هيئة الدفاع وعدم تمكين الراجي من توكيل محام.
وإذ يقف اتحاد المدونين المغاربة و تجمع المدونين المغاربة على هذا الحكم الكارثة باستياء كبير فإنه يؤكد ما يلي :
- تضامننا المطلق مع الزميل محمد الراجي واعتباره معتقل رأي يجب إطلاق سراحه فورا.
- استنكارنا للحكم الجائر والقاسي الذي صدر ضده في إطار محاكمة عبثية افتقدت شروط المحاكمة العادلة وانتهكت فيها حقوق المتهم.
- مطالبتنا السلطات المغربية بالتوقف عن استعمال القضاء للتضييق على حريات الرأي والتعبير ووضع حد لتمطيط مجال المقدسات وإطلاق سراح كافة معتقلي الرأي والمعتقلين السياسيين.
- مناشدتنا كل المنظمات والهيئات الدولية والوطنية المعنية بحرية الإعلام وحقوق الإنسان من أجل دعم قضية الراجي ومساندة المدونين الذين يتعرضون للمضايقات بشكل دائم دون سند يحميهم.
- عزمنا على الاستمرار في فضح الفساد المستشري في البلد والتطرق للقضايا التي تهم المواطن المغربي المتعطش لوطن حر وسلطة ديمقراطية وقضاء نزيه وتعليم جيد، دون أن ترهبنا المحاكمات أو توقف المضايقات مسيرتنا.
عن اللجنة المشتركة
اتحاد المدونين المغاربة - تجمع المدونين المغاربة

الخميس، 28 أغسطس 2008

تانكيفت- تامغرا..(2)







الخطوبةعندما يختار الفتى شريكة حياته إما بعد لقائها بشكل مباشر أو غير مباشر وغالبا ما ترفض أمه هذه الفتاة والسبب أنها ليست من الأقارب أو ليست من عائلة مرموقة ليقوم الشاب بمجهود كبير لتغيير موقف الأم أو يرضخ لها وتخطب له إحدى القريبات، يتفق الابن العريس مع والديه بالقيام بخطبة الفتاة من والديها



تكون الخطبة عبارة عن قالب السكر و قشابة و حايك و خاتم من فضة و يعطي أهل الفتاة العهد بتزويج ابنتهم للفتى بينما يعاهد الفتى أهل الفتاة بالزواج، بعد أسبوع من اللقاء تقوم أم الفتاة العروسة بصنع صحن من البسيس و تحمله إلى أم الفتى العريس هذه الأخيرة بعد مرور شهر تقوم بملأ نفس الصحن بالتمر و قشابة و حايك و اللوز و تقوم بعدها بذلك في كل عيد أو مناسبة ويسمى هذا - أكتّي aktti - التذكير أي تجديد العهد و الوعد بالزواج، تدوم هذه الخطوبة شهرا أو شهران وتصل أحيانا إلى سنة تتعارف فيهما العائلتان وتستعد فيهما الأسرتان للعرس يحدد بعدها الطرفان موعد الزواج

السبت، 23 أغسطس 2008

تامغرا / ناتكيفت ..(1)


المغرب بلد شديد التنوع الثقافي و هذا التنوع هو ما يمنح للمغرب الأقصى ذاك التميز

من منطقة إلى أخرى من مناطق المغرب تختلف عادات وتقاليد طقوس الاحتفال متنوعة بدءا من أول لقاء مرورا بترتيبات الخطوبة انتهاءا بحفل الزفاف و هو ما يبرز بشكل جلي أن العادات و التقاليد تحمل بعدا للقيم الثقافية و الضوابط التي تحكم بشكل غير معلن العديد من المجتمعات المغربية بمختلف فصائلها و جل مكوناتها وتعكس حضارته العريقة و التي هي مزيج من الحضارات عربية أمازيغية إفريقية أندلسية و إسلامية علما أن المجتمع المغربي يدين كله بالإسلام ولا توجد ضمنه إلا طائفة يهودية جد صغيرة

و تختلف طقوس الزفاف المغرب من منطقة لأخرى، و الحقيقة التاريخية كما رواها لنا أجدادنا أن العرس المغربي يدوم سبعة أيام بلياليها و بقيت متوارثة جيل بعد جيل لزمن طويل ليتقلص العرس إلى ثلاثة أيام و بقيت على هذا الحال الى بزوغ عصر السرعة و التكنو لتصبح المدة ليلة أو يوم بأكمله
ولكل منطقة من مناطق المغرب عادات و طقوس و معتقدات خاصة حول طرق الاحتفال بالزواج، و قد تركت مختلف الدول التي تعاقبت على حكم المغرب منذ تأسيسه كأول دولة اسلامية مستقلة سنة 788 ميلادية بصماتها على عادات وتقاليد المتعلقة بالأعراس.
الزواج عند الأمازيغ
الزواج كرباط وكعلاقة ذات حمولات ثقافية واجتماعية ودينية طقوس خاصة بالمجتمع الأمازيغي و التي تعطي لهذه التقاليد سمة مميزة تعبر عن قيم أصيلة للمجتمع المغربي كما تضفي ظروف البيئة الطبيعية والاجتماعية التي يعيشها الإنسان في ارتباط مع محيطه خصوصيات على هذه الطقوس سواء في طابعها الاحتفالي أو في الممارسات الاجتماعية المرتبطة بها سواء تعلق الأمر بالمشهد الاحتفالي أو بأنماط السلوك والعادات المتبعة فإن الزواج كطقس من الطقوس الاجتماعية بالمناطق الأمازيغية له خصائصه التي تختزل قيم المجتمع ومكونات شخصية أبنائه التي يعبر من خلالها سكان الأمازيغ عن ذاتهم في إطار ممارسات الحياة اليومية الجارية
وترتبط طقوس الزواج بالنظام القيمي المرتكز على تعاليم الدين الإسلامي في إطار نسق يرسم مراجع الهوية الشخصية التي تقوم على العفة والكرامة والحشمة والوقار ومكارم الأخلاق وانطلاقا من هذه الخصال والمزايا تبدأ الخطوة الأولى من الزواج بالاتفاق الذي يحصل بين الآباء أو كبار السن من القبيلة أو القبيلتين
وهو اختيار تلعب فيه النساء المتزوجات عادة الدور المحوري التقاليد الأمازيغية في المغرب تختلف حسب كل منطقة بل في كل قبيلة وحتى في كل قرية، إلا أن مراسيم العرس الأساسية - تانكيفت تامغرا - تبقى ثابتة وهي الأصل السائد و المتغير هو بعض الأبيات الشعرية و التنوع في الأطباق و الرقص و هذا ما يوضح لنا الغنى الثقافي أو بالأحرى الحرية المطلقة التي يتمتع بها الامازيغ في التعبير وقوة حضورالذهنية الامازيغية في الإبداع، لتتحول الأعراس لفضاء يجمع كل الفنون الجميلة ولأن الزفاف يعتبر رباطا مقدسا تحكمه القيم المميزة لكل مجتمع هو الحرص على إعطاء كل ارتباط جديد بين رجل وامرأة حالة خاصة تلك الهالة القدسية التي تذهب أحيانا في غلوها إلى الحد الذي تذكرنا فيه بقصص ألف ليلة وليلة فإننا نلاحظ عبر مختلف مظاهر الاحتفال بهذا الحدث إلى أي حد يتم التمازج بين الأصالة والمعاصرة في هذا الحفل و هذا التنوع يعتبر إرثا وطنيا يجعل من الشعب المغربي أحد أغنى شعوب العالم ثقافيا،
و خلال ادراجاتي المقبلة سنحاول الاقتراب أكثر من بعض العادات و التقاليد الأمازيغية المتّبعة في إحياء العرس الأمازيغي بمنطقتي الأطلس الكبير و هي تقريبا نفس الطقوس الممارسة بمنطقة سوس كما شهدتها و شهدها الكثيرين من أبناء الأحرار جيل بعد جيل

السبت، 9 أغسطس 2008

سيرة أطلسوفيتش

*** لم يكن قد نال منه التعب شيئا حين بلغ سن العشرين وهو الذي ولد على عتبات الأطلسي من عام المسيرة و هو نفس التاريخ الذي سيحصل فيه المغرب على صحراءه، لكن بعد العشرين سيشكو أطلسوفيتش من آلام يعتقد أن مصدرها هو الحد الفاصل بين العقل و الجنون و الله أعلم بعلامات الحق، ثم إن عقليته الشبيهة بفيلسوف زمانه قد بدأت تتهدم نتيجة ما التهمته من كشكول الكتب الذي قد يصل وزنه خلال العشرين سنة فقط إلى مليون طن و بعض الغرامات الثابتةيسمي أطلسوفيتش مرضه هذا ب *السّيركوي* و في تاريخ الطب من عهد أبيقراط إلى آخر خريج جامعة من جامعة الطب في أي دولة لم يوجد هذا الداء العضال، يحدث أن يستعين أطلسوفيتش بطبيب صديق له و رفيقه في النضال و من باب سخرية الأقدار أن الدواء المجاني الذي بتسلمه عادة ما يكون مخصصا للنساء و لله في خلقه شؤون، لذا سيبقى دوما رجاء شفاءه يتوقف على إرادة الله و هو الذي يبادر بكل ما أوتي من روح الدعابة كي يتغلب على مرضه بالسخرية، و ربما تكون هذه السخرية ذاتها هي سر تخلصه من أي مشاكل و من الأمراض النفسية و العقلية التي قد تصيب رأسه الشبيه بالصخر لعناده كما يحلو لصديقه الدركي أن يناديه المنطيح.يؤمن صاحبنا إيمانا راسخا بأن موت الإنسان يعني مد الأرض بسماد جديد، و هو لايستثني جسده و يتوقع أن يكون مادة سمادية دسمة خصوصا أنه لامس كل أنواع الزيوت بشكل يومي، غير أن الميزة التي يتميز بها عن باقي رفاقه ورغم اعتقاده هذا أنه فهو ليس ملحدا بالمرة، و يتوقع دخوله إلى الجنة إلى جوار الشهداء و الصدّيقين من البسطاء أمثاله أما جهنم بالنسبة له فهي الحانات الخالدة التي سيتجرع : القواد و الدرك و الشرطة و قادة الأحزاب و الحكام جعة الزقوم نظرا لما عتوه من فساد و إفساد في جيوب الأرض، و لأنه ظل وفيا لسنوات للتيار الوطني بالفطرة و هو الذي لم يصوت قط لصالح أي مرشح في الانتخابات وطنيا و محليا على حد سواء، فقد ظلت صورة لينين التي تتصدر شوارع موسكو و خصوصا تلك اليافطة المكتوب عليها يا عمال العالم اتحدوا قد أخذت الكثير من تفكيره، و هو الثوري الذي لم يتم اضطهاده قط لأنه لا يفكر سوى بالبناء المعماري لبطنه و أعماله تدر عليه ما يؤسس لهذا البناء الأسطوري.مرة سأله صديقه الدركي عما إذا كان يرغب في الزواج و تأسيس عش الأسرة حتى ينعم بالحياة و يتم نصفه المتبقي، و لأنه دائما يتهرب من الموضوع يعلق : الأمن يريد توريطي مدى الحياة هاهاهاهاهامسألة الزواج بالنسبة لأطلسوفيتش تعني و ضع عنقه في قعر الزجاجة و تكبيله بقيود شبيهة بصندوق النقد الدولي و نادي روما و باريس معا، ما لن يحدث منه و لو اقتضى الأمر أن تعود القارة الإفريقية ملتصقة بجارتها الأوربية بحيث لن تكون بعد ذالك الحاجة إلى استعمال قوارب الموت و خوض غمار المخاطر لأجل عيش يسمى بالعيش الكريم.عادة ما يدفن أطلسوفيتش أحزانه التي لا يحب أن يعلنها للآخرين في البار إلى جوار امرأة تصادفه لأول مرة و دون أن يكونا على سابق موعد، تلك رغبته الدائمة ساعة عزلته التي يعتبرها نوعا راقيا من العبادة يحق للإنسان أن يكتشف ذاته باستمرار، عبر امرأة قدرية تسقط عليه من السماء و تحط على البار لتشرب نخبها مع الحزانى مثله في كل رقعة من أرض الآلام.
هذا هو النشيد الوجودي الذي يعزف أوتاره صديقنا كلما أحس بأن العالم يكبر حواليه و يتخذ شكل مروحة تمد هذه بعد أن تنتفض روحه مع كل كأس يحتسيه و يرفع صوته في نخب المضطهدين الغائبين و الراحلين.بجفاوة نادرة يباغت أطلسوفيتش أيامه و يعيش تفاصيله العادية و البسيطة بلذة و متعة أحيانا يخال نفسه سيد هذا الكون، و لا يزال يعتقد إلى حدود كتابة هذه السطور أنه سيعمر مئات آلاف السنين، لأنه لم يسمح قط لهموم الدنيا أن تنسل إلى داخله و قلبه تحديدا دائما ظلت مشاكله لا تستحق أي انتباه، و باللامبالاة المطلقة كان يتجاوز كل الصعاب التي قد تعترض سبيله وما يهمه من هذه الدنيا بكاملها هو أن يحتفي بيومه كما شاء و لا فرق عنده بين السبت والاثنين أو الجمعة.مرة و جده صديقه الدر كي شارد الذهن و هو يدخن في عصبية فسأله:- فيما تفكر يا أطلسوفيتش؟- في انهيار العالم- و ماذا يهمك من انهيار العالم؟؟؟؟؟- لأن هذا الانهيار هو السبيل لتوحيد البشرية جمعاء عبر توحيد القاراتأطلسوفيتش ليس فيلسوفا فحسب و هو الذي قرأ العديد من الصفحات دون أن يفهم شيئا، أحيانا يقول ... هذا الكتاب قرأته أكثر من مائة مرة ولم أستوعب سوى بعض الحروف هنا وهناك و هنا تكمن فلسفتي آه لو أني أفهم عمق الكتب و أفهمها حرفا حرفا لأعلنت جهرا للبشر جمعاء من أكون ...
أطلسوفيتش لم يكن عاديا بل هو كائن غرائبي بكل المقاييس و راو مدهش يتجاوز حماد الراوية و خلف الأحمر في الانتحال و سرده لأحداث غالبا لا يكون لها وجود في التاريخ شبيه بالملاحم الأسطورية، وهو الذي يستطيع أن يوقع المستمع إليه في شرك أمسية لامتناهية أذا ما ابتدأ بسرد حكاياته فلن ينتهي و ربما إلى يوم القيامة لا قدر اللهلذا سيكون من الصعب إتمام سيرة أطلسوفيتش في نص سردي واحد و ربما تحتاج سيرته لمئات من الصفحات و مع ذالك لن نوفي للشخص حقه و هو الذي لا يزال على قيد الحياة حيا يرزق و ربما تجدونه الآن متسكعا في شوارع مدينته الأطلسية.

الخميس، 15 مايو 2008

بيني و بينك

الى الوردة الحزينة sozana
لم تكوني غائبة عني يوما .... بل حاضرة للأبد
بيني و بينك
تمتد المسافة إلى ما لا نهاية
فبماذا تفيدنا الكلمات؟
تفصلني عنك مسافة من زجاج
لو حطمناه
تطاير الشظى
و ثارت معه
كل الجراح
فنظل صامتين
نرقب مرور الأيام
نبحث في المدى
عن صدى للأمل
نبحث بين الكلمات
يهزنا الشوق
نراود البقاء
نحاول انتزاع الليل من النهار
نختزل الدهر في لحظة
لنلقى الروح بعيدا
عن كل الدنيا
كما روي
في الأساطير و الروايات

السبت، 3 مايو 2008

قصيدة أمازيغية مترجمة


Immi hnna kaf rbbix tasa wala wol
Nttat aytssoun afood ar fllas tentali
Addaln s asmmid wa tsmster fllax
Tzda tzdem tagomd gh lhma wala asmmid
Tsber i tazit n babak tch fllas akoray
Ah a baba igh tsoggit immi takortax
Adokan tffoghn midnnk tasit akoray
Ah yan igan igigil mmi tmmot innas
Ighamad babas iga asmon i timgharin
Iqqand a yedl s ighorban isso ka yakali
Allah a rroh mlad issa towrrit a lmayyit
Ad sol inker gh ismdal yaln arraw ns
D lhbab d lwalidayn ighas ggorani
Immi hnna kaf rbbix tasa wala wol


أمي الحنون لك حبي و فؤادي
هي من تفرش لك ركبتها ولأجلك تشقى
تتغطى بالبرد لتدفأنا
نسجت اشتغل جلبت الماء صيفا و شتاءا
و من أجلك صبرت لعنف أبيك وضربه
آه يا أبي تطرد أمي و تسرقنا منها
ما ان يخرج الناس حتى تحمل العصا
أه من ذاك اليتيم الذي توفيت أمه
فعاد أباه محجا للنساء
لا يملك سوى أن يتغطى بالجدران
و يفترش الأرض
آيا أيتها الروح ليتك تعودين بعد الموت
ليهبّ من رقاده و يعتني بابنه
و الأحباب و الوالدين اذا تبقوا له
أمي الحنون أنت حبي و فؤادي

الاثنين، 21 أبريل 2008

جسد بلا روح

... استيقظت ذالك الصباح على برد شديد و السماء غائمة تنذر بهطول الأمطار، لم تكن لدي أي شهية للإفطار و رغم ذالك رشفت جرعتين من القهوة السوداء مع قطعة من الجبن المهيأ من ليلة أم
تقززت في نفسي، أحسست بالحسرة لم أستطع الكلام أو الاحتجاج على وجبتي الرديئة، شرعت في حشو سيجارة محلية أشعلتها و بدأت بترتيب خطواتي المقبلة
اللاشعور كيان يسكنني أصبح معي في منامي و يقظتي، الغربة صارت جزء مني و صرت لا أفارقها، أتعبني هذا الواقع المر، بحثت كثيرا عن روح لجسدي دون جدوى
كان نفس الوجود نفس الرد: نأسف لعدم إيجاد روح تلاءم جسدك العاري.
قررت الاحتجاج أعلنت العصيان فكيف يعقل أن أبقى جسدا بلا روح؟
هل الاستهتار بالمسؤولية أدفع ثمنها؟
لم أستطع حل لغز الذين شكلوا الوطن قطعة من جمر و لم أتمكن من فك رموز الصمت الأبدي الذي يسكن قمم الجبال؟
طردت الكلمات وقفت أمام المرآة تناولت معطفي، ارتديته و أنا أتذكر الأيام الخوالي مرحلة الأحلام: تذكرت أن المعطف اشتريته من الجوطية من أول منحة مالية أقبضها، افتكرت يومها كنت بانتظار صديقتي أمام باب الثانوية للخروج معا للشاطئ، كنا لحظتها نتأمل غروب الشمس، فيض من الذكريات تنسل ناسجة شريطا من المشاهد المتقطعة شريط يصعب استحضاره في هذه اللحظة المهربة من روتين الغربة وهي تحن لعشق الأمس.
شكل من أشكال النفي يمارسه الواقع على كل من حنوا على الوطن، و على كل من سولت له نفسه متابعة النضال بين أحضان الروح
يواجه الموت البطيء على حقول مفروشة بالورود.
في طريقي لم أبتسم في وجه المارة و طوال المسافة الفاصلة بين مقهى الشاطئ و البيت كنت شارد الذهن فكل شيء كان في ذالك الصباح باردا
تذكرت نشرة الأمس: جو متقلب، العواصف مستقرة، ارتجاج في المخ، جمود في القلب، بدأ المطر بالتساقط .. نعم إنها تمطر و لا بد أن أصل.
تخطيت البرك المائية و الأوحال متجها صوب مقهى المواعيد المتأخرة دوما و التي تعودت عليها منذ بدأت البحث عن روح لجسدي.