الاثنين، 24 نوفمبر 2008

منحوس لي تولد عل ضّص


1 قال الراوي : في صباح قديم ارتطم جسمه الطري بالأرض صرخ مرتين حملته الجدة و ملامحها في حالة استنفار قصوىحركت لسانها في فمها الفارغ من الأسنان: ذكر... زغردن، وحدها المجذوبة استغفرت الله مرتين - منحوس لي تولد على ضّص - طردتها الجدة و بخرت الكوخ القصديري بلحرمل ؤ شبة.. شدق جمل ؤ الفاسوخ .. مخ الضبع ؤ سنان دجاج ثلاث ليال متتاليات


2 خرج من حجرته متثاقلا، غسل وجهه بلل شعره علّه يستعيد شيئا من حيوية أمس الآفلة..تطلع إلى وجهه في المرآة وجده كالأمس: متحجر الملامح شاحب كسماء غائمة حول بصره بسرعة نحو الباب قادته رجلاه إلى مقهاه المفضلة مكانه المعتاد الذي آلفه منذ لفظه القدر إلى الشارع، أفرغ في جوفه فنجان قهوة سوداء مرة كمرارة الزمن في جوفه أشعل سيجارته المفضلة و شرع في ممارسة طقوسه المعتادة: نصف الدين...شروط الزواج...نرجسية...بدون عمل....آت مجهول، داهمه إحساس بالألم تنهد من بين أفكاره الممزقة ..و الأشكال السوداء التي تتوزعها - توزعته -

قال: منحوس لي تولد عل ضّص


3 فاجأه الحضور اللطيف انتصبت أمامه كعشتار، كعروس البحر انتصبت عروقه قرأ إيحاءات الجسد الأنثوي الشفتين المرتجفتين تحركت عيناه تلتمس طريقه وسط تضاريس الجسد..تزداد الذبذبات الكيهروميغناطيسية مال بجسده نحوها تبتعد يحاول النهوض يتعجب جسده ملتصق بالكرسي منكمش كقنفذ خائف، تقهقه يحس باختلال الكرة الأرضية تحت قدميه بالصدأ ينبت فوق تضاريس لسانه لاحظها وهي تطير تبتعد تقهقه من ثقب في الأفق طارت كعصفورة ضحكوا انتفض نظر حواليه انتبه ليده اليمنى فتحها الجريدة منكمشة كوجه جدته
قال : منحوس لي تولد عل ضّص صمت منتظرا لم يصله أي تعقيب عاد لإتمام طقوسه الصباحية


4 وقف يعاين القرص البرونزي الذي يلتحم بالأفق يلقي تحيات الوداع ، وقفت بجانبه..نظر إليها عله يرى إيماءة تحية.لا شيء- - - يعجبك منظر الغروب ؟؟؟- - - تعجبني عيناك غرس وردة قطفها من الحديقة العمومية خلسة في عتمة شعرها تنهدت - - - الصيف دخللم ينبس بشيء كان يبدو أنه لم يفهم أو لا يريد الفهم ركزت نظرتها على أناملها- - - متى ستخطبني؟؟- - - عندما أعمل- - - ومتى ؟؟نامت الكلمات في حنجرته، نامت ابتسامة من نوع ما على أحمر شفاهها، نام اسمه في قائمة ما ،ناموا
فتحت ذراعيها طارت مع النقطة التي ابتلعها الأفق رويدا رويدا..
قال : منحوس لي تولد عل ضّص


5 لا أحد وحدها أمواج الأطلسي تردد صدى نداءاته وحده جسده المسكون بالضجر.. بالغبار بوخز ابر التذكر يؤثث فضاء الشاطئ سحب قدميه من البساط الأصفر الرملي .. ومشى يتبعهما إلى حيث لا يدري، يهرب من نفسه يرحل في أدغال الضياع يتوارى في ظل الظلام خوفا من جفن المقهى خوفا من يأسها من رحيلها ؟؟دخل حجرته..تطلع إلى وجهه في المرآة ..وجده كالصباح مثل أمس دائما متحجر الملامح .. صعد لفراشه أطفأ نور شمعته
قال : منحوس لي تولد عل ضّص

ليست هناك تعليقات: