الاثنين، 17 نوفمبر 2008

التدوين بالمغرب

على الرغم من حداثة تجربة التدوين التي لم تكمل السنة الخامسة وقلة عدد الممارسين إلا أن ظاهرة التدوين أثبت وجودها على أرض الواقع من خلال حضور المدونين اللافت للانتباه في العديد من المناسبات و التظاهرات و باتوا اليوم يشكلون خطا إعلاميا مستقلا يدافع عن قيم المجتمع المغربي وعن قيم الحداثة والديمقراطية والتسامح والتضامن
و بفضل مجموعة من الشباب أصبحت المدونات في المغرب تتمتع بفاعلية يوما بعد يوم، و استطاعت إثارة عدد من القضايا التي تشغل الرأي العام، بل وإحداث تغيير ولعب دور إصلاحي في المجتمع
و من خلال جولتنا بالمدونات المغربية سنلاحظ أن 90% من المدونين المغاربة يكتبون باللغة الفرنسية بحيث يشكلون الأغلبية بالنظر إلى العدد الموجود حاليا و هناك من ينظر إلى اللائحة الطويلة نظرة سلبية معتبرا أن المغادرين لحقل التدوين هم من خيرة الأقلام التي ساهمت في تألق التدوين وأن مغادرتهم أثرت على انتشاره و مكتسباته لكننا داخل الجسد التدويني المغربي وإن كنا نحترم رغبة كل زميل في اختيار لغته و الموقع الذي يريحه و حريته و أسلوبه في التدوين و احترام رأيه فلا يجب أن ننسى من باب الوفاء أن هؤلاء الزملاء المتبقون قدموا للتدوين ولمتتبعيه الكثير من المكتسبات،أهمها ظهور مدونات ناطقة بالعربية تدعو للحفاظ على الهوية والثقافة المغربية بشقيها الأمازيغي و العربي في مواجهة سيطرة الفرانكفونية، كما أنهم من جهة أخرى تعلموا أصول التدوين و ساعدوا على انتشاره و تبوأه مكانة مرموقة و قد رفعوا شعار مصداقية و مشروعية التدوين في المغرب وليس في مكان آخر هؤلاء المدونين جمعتهم قيم المواطنة و الحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان ومصلحة الوطن والمواطن قبل أن تجتمع في التدوين، كما كانوا جميعا الأقرب من المشهد اليومي و الأكثر احتكاكا بالمواطن ومواكبة الأحداث و تتبع القضايا كما أنهم استطاعوا فتح الكثير من القضايا التي تهم الشأن العام للبلاد و العباد و التي غالبا لا تناقش في وسائل الإعلام الأخرى، تارة تفضح الفساد وتارة تشير بالأصبع إلى الواقع المزري الذي يعيشه المواطن البسيط
وإذا كان أسمى هدف للمدونين المغاربة اليوم أن يكون لهم كيان قادر على احتضانهم و الدفاع عن قضاياهم الفكرية و السياسية و الاجتماعية و الحقوقية إلا أنهم مطالبين بالمحافظة على التجديد و تطوير أفكارهم و الالتزام بمبادئ الاستقلالية و المصداقية في ممارسة نشاطهم التدويني ليشكلوا بذلك مدرسة وطنية حقيقية لنضال إعلامي متميز كما نتمنى من هذه المدرسة الفتية أن تظل على هذا المنوال هدفها الأساسي تقديم مادة إعلامية متميزة والعمل على تطوير التدوين بالمغرب وخدمة الوطن و المواطن و خدمة الصالح العام

ليست هناك تعليقات: