السبت، 22 أغسطس 2009

تجمع المدونين المغاربة من أجل ترسيخ تدوين فاعل

مصطفى لمودن منذ عرف "تجمع المدونين المغاربة" ولادته الحقيقية في فاتح مارس 2009، وتشكيل مكتب تنفيذي ومجلس إداري في أفق عقد مؤتمر وطني يحضره كافة المدونين المغاربة الأعضاء، ما فتئ هذا المولود الجمعوي الجديد، يدشن المبادرات النوعية التي تعكس طموحات كافة أعضائه من أجل تدوين فعال في مستوى اللحظة التاريخية التي يمر منها المجتمع المغربي، وليتحمل المدونون مسؤوليتهم كاملة في النقاش المجتمعي ونشر الأخبار بكل موضوعية، بالإضافة إلى لعب دورهم في المجال المعرفي والثقافي عموما، فالتدوين ليس "لعب أطفال" أو مزحة. ولعل أول المبادرات التي لقيت ترحيبا وتجاوبا هي القيام بحملة تدوينية موحدة حول موضوع "أطفال لا يخيمون"، بحيث وجهت الدعوة من قبل المكتب التنفيذي لتجمع المدونين المغاربة غبر بلاغ رسمي إلى كافة المدونين المغاربة من أجل المساهمة في لفت الانتباه إلى شريحة واسعة من الأطفال في المغرب، ليس من نصيبها قضاء فترة تخييم ضرورية بعد سنة دراسية طويلة وشاقة من أجل رد الأنفاس، وقضاء وقت آخر مختلف عن كل حياة عادية، بل متعبة أحيانا بالنسبة للكثير من الأطفال الذين تفرض عليهم ظروفهم الاشتغال طول فترة العطلة الصيفية، سواء بالقرى أو بالمدن، وفي نفس السياق سيدعو تجمع المدونين المغاربة إلى حملة تدوينية أخرى في أجل قريب، سيعلن عن موضوعها حينه.وكان من نتائج الحملة التي خيضت على شكل واسع ومنظم تلقي تجمع المدونين المغاربة رسائل كثيرة، إما مساندة ومتضامنة أو منها من يقترح تقديم مساعدات، فهذا مدير مخيم يقترح استقبال عدد من الأطفال الذين لا تسمح لهم ظروفهم بالتخييم، وهذا مدير دار شباب في إحدى المدن يقترح الانخراط في العملية ويعطي حلولا عملية من جانبه، ومواطن آخر فضل تقديم غلاف مالي، دون ذكر بقية المقترحات، وفي هذا الإطار تلقى تجمع المدونين المغاربة دعوة للمشاركة في " اليوم الوطني للجالية المغربية المقيمة بالخارج" من طرف الوزارة المكلفة بالقطاع المعني، وقد مثل الجمعية في اللقاء المذكور مريم التيجي وتقي الدين تاجي، وقد عرف نادي بنك المغرب يوم الاثنين 10 غشت حضور ما يفوق ألف مشارك من ممثلي مختلف جمعيات المغاربة المقيمين بالخارج، وكذلك بعض ممثلي الجمعيات الناشطة في داخل المغرب، كما حضر الملتقى ثلاث وزراء هم أحمد توفيق احجيرة وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية، وجمال أغماني وزير التشغيل والتكوين المهني، ومحمد عامر الوزير المنتدب المكلف بالجالية المقيمة بالخارج، وقد ألقى هذا الخير كلمة ركز فيها على الدور الإيجابي الذي تلعبه جمعيات المهاجرين المغاربة من أجل المشاركة في التنمية المحلية بالمغرب، وفي الجلسة العامة المنعقدة في فترة الصباح تم "عرض خلاصة الدراسات حول مبادرات جمعية المغاربة القاطنين بالخارج في أوراش التنمية المحلية بالمغرب، بالإضافة إلى استعراض تجارب وكالات التنمية بأرض الوطن…" كما جاء في مدونة تجمع المدونين المغاربة، أما الفترة الزوالية فقد خصصت لأشغال ورشتين، الأولى حول "العوائق والمكتسبات واقتراحات من أجل تحسين مبادرات التنمية المحلية"، والثانية اتخذت موضوعا لها" الإطار التنظيمي للشراكة في مجال التنمية المشتركة"، وأضاف تقي الدين تاجي المعد للتقرير أن مشاركة تجمع المدونين المغاربة كان القصد منها الانفتاح على المحيط الخارجي، و"فرصة للقاء مع جمعيات للمغاربة القاطنين بالخارج وأخرى تنشط بالداخل، في أفق نسج علاقات شراكة…" ولعل أبرز نشاط قام به تجمع المدونين المغاربة هو تأطير ورشة تكوينية لأطر وأطفال المخيمات حول التدوين وكيفية إنشاء مدونة، فقد كان موعد مخيم "راس الرمل" بالعرائش أول محطة، في ليلة الجمعة 14 غشت وبعد الترحيب الخاص الذي يقدمه المصطافون للزوار حسب ما جرت به العادة وبعد الانتهاء من النشاط المبرمج من طرف الإدارة التربوية للمخيم، عقد لقاء مع الأطر كان الغرض منه خلق وشائج التقارب والتعارف بالإضافة إلى التعريف بالتدوين عموما وتجمع المدونين المغاربة وببعض أنشطته…وفي فترة الصباح من اليوم الموالي، السبت 15 من نفس الشهر فقد تم تنشيط ورشتين بالتتابع، الأولى خاصة بالأطفال، وتلتها بعد ذلك أخرى خاصة باليافعين، انقسمت الورشة إلى شطرين، بحيث كان لابد من تقديم نظري، حول التعريف بالمدونة، الانتشار المضطرد للمدونات والتزايد الواضح للمدونين يوما بعد آخر، دور المدونة في نشر إبداعات صاحبها، بالإضافة إلى إمكانية قيامها بدور تواصلي على مختلف الأصعدة الثقافية والفنية والاجتماعية… ونشر أخبار محلية لا تجد لها مكانا في وسائل إعلام أخرى… هذا بالإضافة إلى انتشارها على مستوى واسع في العالم بأسره، وإمكانية الاطلاع عليها في كل مكان يصل إليه الانترنيت، وتوفرها على حيز كبير يسمح بنشر المكتوب والمصور، كذا بقاء أرشيفها مفتوحا في وجه الجميع طول الوقت، كما أنها غير مكلفة، ولا تتطلب شركة لتوزيعها على القراء كالجريدة المكتوبة، ولا تقتضي ورقا أو مدادا… تقديم حفز الجميع على خلق مدونة. بعده انتقل المؤطرون إلى التطبيقي من خلال إطلاع المشاركين على كل متطلبات إصدار مدونة ومراحل ذلك… وقد شارك في نشاط العرائش كل من إدريس هبري، تقي الدين تاجي، عمر إدحماد، مصطفى لمودن، وتعذر لأسباب قاهرة وفي آخر لحظة حضور مريم التيجي وحسن حجاج، وقد شكر تجمع المدونين المغاربة في الختام "جمعية الشموع" التي أتاحت مثل هذه الفرصة، كما كان لنا مع رئيسها محمد غفري لقاء حول المخيم الذي تقيم فيه جمعيته، وحول مشاكل التخييم عموما، علما أنه راكم تجربة طويلة في ذلك، وله مقترحات وجيهة من أجل تحسين مستوى المخيمات لما فيه صالح الطفولة المغربية. ما تزال تتنظر تجمع المدونين المغاربة مهام أخرى سطرها في برنامجه، وقد كان يمكن إنجاز الكثير منذ مدة لولا التأخر غير المبرر لمنحه وصل الإيداع القانوني من قبل سلطات الرباط، وهو المبرر الموضوعي الذي جعل بعض المقترحات لا ترى النور لحد الآن، من مثل الحلول المشار إليها أعلاه حول إشراك "أطفال لا يخيمون" في مخيمات فعلية.

الحوار المتمدن - العدد: 2746 - 2009 / 8 / 22

ليست هناك تعليقات: