السبت، 28 مارس 2009

الجـلـيــد


.. لا تسألوني عن شيء، لا أعرف كيف حصل هذا و لا حتى كيف تحصل الأشياء؟ فالنفس إذا حزنت فهي تغلي كقدر مليء بالزيت و القطران.
أرسل الروح بعيدا ماسحة خط الأفق، علّها تلقى الفجر الغائب ينساب مع المطلق في بحر المجهول، و قد يرتد إلي الطرف لأبحث عن زورق يحملني إلى أقصى العمر، و له في النفس يتبخر الزيت و القطران.
أستخير الزمن أناول القرابين للقدر، البداية الأولى كانت مع سحابة الغربة و كأس التيه، و نور يخفت في الأفق البعيد، تماما مثل لون الطيف المتناغم لعشق النوارس.
رسمت موضعا لخطاي و رتقت بقايا أفكار في ذاكرتي البيضاء، و بريشة طائر نورس وقعت معاهدة صلح مع ذاتي، أتأمل الخطوات كي تسعفني على إتمام اللوحة، تنحيت عن خط الضوء كي يكتمل المشهد، فالحلم يحتاج لمونتاج.
أفعل هذا في غفلة عن أيامي المغتربة التي تدس آلامها و هزائمها بين صفحاتك، أرسم لوحة و أرشف من كؤوس معتقة، و في ضوابط الفضاء المشكل للأفق، أحاول أن أكون ايجابيا.
أتسلح ذاتي .. ألملم أشيائي، أودع شطآني و أرحل، كل شيء ممكن فيل يعشق نملة، جريدة مكتوبة بخط الدماء، فراغ في الزمن و احتمالات أخرى.
في الطريق التقيت الروح عائدة من الأفق ساءلتها عن سر اختفاء الفجر؟
عن الظلمة التي تجثو على قمم الجبال؟ عن رائحة البحر؟
لكن الروح ظلت مثل الجليد و هي تلقي حتفها على صخرة الواقع.

ليست هناك تعليقات: