تقرير حول فيضانات منطقة سيدي سليمان

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان مكتب سيدي سليمان
تقرير حول فيضانات منطقة سيدي سليمان

يستمر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان في التوصل بسيل من الشكايات ونداءات الإغاثة من سكان مختلف الدواوير المنكوبة بفعل فيضانات واد سبو، واد بهت، وواد الردم، خاصة بجماعات الرزاكلة دار بلعامري أولاد احسين، المساعدة، الصفافعة، بومعيز، القصيبية… الذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم بل بعضهم لازال محاصرا بمياه السيول في غياب أي وسيلة لإنقاذ أمتعتهم وماشيتهم. ورغم توفير السلطات لبعض المساعدات (أغذية، أغطية)، ومراكز للإيواء والتي تسودها الفوضى وسوء التنظيم فإن هذا المجهود يبقى ضعيفا ودون حاجيات السكان المتضررين… وقد ترك الكثير منهم يواجهون مصائرهم في غياب تام للدولة ومؤسساتها. إن الكارثة التي عرفتها المنطقة والتي جاءت نتيجة فيضان نهر بهت ليلة الثلاثاء 03 فبراير وواد الردم ومعاودتهما بشكل أقوى يوم السبت 07 فبراير لينضاف إليه في نفس اليوم فيضان نهر سبو، قد خلفت خسائر من الأرواح نجهل عددها بالضبط إلى حدود اليوم، وخسائر مادية فادحة شملت انهيار وتضرر الآلاف من المنازل وما واكبها من تشريد لآلاف الأسر التي اضطرت للمبيت في العراء دون مأكل، وإتلاف المزروعات والأغراس، ونفوق لأعداد كبيرة من الماشية…وما تبقى دون علف. إنه بالفعل وضع كارثي ومأساوي عجزت السلطات عن التدخل الحقيقي للإنقاذ والمساعدة وتوفير بدائل عاجلة. لقد عملت السلطات على تجميع بعض المتضررين في مآوي تفتقر لأبسط الشروط الدنيا للاستقبال، كمأوى تابع للكنيسة الكاتوليكية المهجورة والمتداعي، ومأوى ثان بمستودع لمحطة تلفيف الحوامض (كوريال) المغلق منذ سنوات، حيث يتكدس فيه أزيد من 1000 متضرر (نساء، رجال، شيوخ، أطفال…) دون مراعاة حالتهم الصحية والنفسية ومع تدهور المرافق الصحية. كما أنشأت السلطات عدة مخيمات بالمناطق النائية (سيدي حكوش، أولاد احميد…) تسودها الفوضى وسوء التدبير. وأمام قصور السلطات للوصول إلى مجموعة من الأماكن المتضررة وخصوصا النائية منها لفك الحصار عن أهلها، وتدخلها العشوائي، وضعف المساعدات المقدمة، تبلورت مجموعة من احتجاجات السكان المنكوبين وأفرزت مسيرات ووقفات أمام الباشوية والدائرة وخصوصا أيام 09/10/11. و12 فبراير2009 - تجمع العشرات من سكان حي اخريبكة أمام الباشوية. - مسيرة لسكان دوار أولاد موسى بن حسين. اتجاه الباشوية - مسيرة مشيا على الأقدام حوالي 10 كلم لسكان دوار الرزاكلة في اتجاه الباشوية، رغم كل أشكال المنع والحصار. - وقفة لسكان دوار أولاد احميد جوالة أمام دائرة سيدي سليمان - احتجاجات سكان المناطق المنكوبة بإقليم سيدي قاسم. خاصة بالخنيشات.ومواجهتها بقمع وحصار واعتقالات وتعليق المساعدات الغذائية بقرار من وزارة الداخلية. لقد عمل مكتب الفرع مند اليوم الأول لهذه الفيضانات على الإنجاز والمساهمة في عدد من المبادرات والأعمال: - زيارات منتظمة للأماكن المنكوبة ولمراكز الإيواء ولقاءات مباشرة مع المتضررين. - إصدار بيان رقم 1 وبيان رقم 2 للتضامن مع الضحايا، والتنبيه لخطورة الوضع، والدعوة لتحمل الدولة لمسؤولياتها. - توجيه رسائل لعدد من المسؤولين وطنيا وجهويا للتدخل العاجل قصد وقف تردي أوضاع المتضررين، وضمان فضاءات للإيواء تضمن كرامة الإنسان، كما طالبنا بفتح تحقيق حول جودة الطرقات والبنات التحتية المنجزة مؤخرا والتي عرت حقيقتها الأمطار الأخيرة، مع فتح تحقيق ومحاسبة المسؤولين عن انتشار البناء العشوائي ودور الصفيح. - استقبال صحفيين، إعطاء تصريحات… لتنوير الرأي العام الوطني والدولي بمأساة سكان المنطقة وخاصة المتضررين. - عقد جمع عام للمنخرطين يوم الثلاثاء 10 فبراير وتشكيل “لجنة رصد ومتابعة أوضاع ضحايا الفيضانات”.